دكتور حازم حسني
أدمنت جماعة "الإخوان"، وأدمن معهم المتمترسون - بوعى أو بغير وعى - عند "غزوة الصناديق"، لعبة المظلومية ... فمن يطالبهم بالعقل والتبصر متهم بالتعالى عليهم، ومرسى وجماعته لم يأخذوا فرصتهم، إلى آخر هذه السلسلة من إفرازات العقل التبريرى الذى يأتمر بأمره كل الفرقاء المتصارعين على السلطة فى مصر!!ـ
لا يرى هؤلاء فى إيمان الجماعة بأستاذية العالم تعالياً!! ... مطلوب منا نحن أن "نتواضع" أمام تعاليم المرشد المؤسس للجماعة بدعوى الحياد، وكأن ثمة حياداً ممكناً بين الحقيقة والزيف ... على الأقل كما يراهما العقل الناقد بغير وجل، لا العقل الناقل بغير تفكير!!ـ
يرون فى 30 يونيو مؤامرة، تماماً كما رأى أنصار مبارك فى 25 يناير مؤامرة، ليتمترسوا جميعاً وراء نفس العقل التبريرى الذى يزين لأصحابه أن العالم كله يتآمر عليهم، وليسوا هم من يتآمرون على أنفسهم!!ـ
يرحلون جميعاً مسؤولية فشلهم على من سبقوهم وعلى من لحقوا بهم، دون مراجعة للأخطاء، ودون لوم للنفس التى أمرتهم بالسوء!! ... وصلوا لقصر الرئاسة ولرئاسة البرلمان، بل ولامتلاك القدرة على تعيين قائد الجيش، ومع ذلك يجأرون بالشكوى من أنهم لم يحصلوا على فرصتهم لإظهار "كرامات" تخرجهم من هذه "المظلومية" التى أدمنوها!!ـ
مرة أخرى، إن كنتم حقاً ممن يستمعون للقول فيتبعون أحسنه كما تدعون: ... امتلكوا فضيلة الاعتراف بالخطأ، وفضيلة عدم خلط الأوراق، وفضيلة عدم تبرير خطأ ارتكبتموه بخطأ ارتكبه غيركم!! ... تعلموا من أخطائكم، ولا ترحلوا المسؤوليات!! ... امتلكوا العقل المفكر الناقد المتحرر من سلطان الجماعة ومن سلطان "أستاذية العالم"!!ـ
لو كانت لديكم البصيرة - التى تكرهون أن نذكركم بها - لرأيتم أن ما نحن فيه الآن هو نتيجة انقضاضكم على الثورة، ثم فشلكم بعد هذا فى إدارة دولة كانت أكبر بكثير من قدرة الجماعة، ولم يكن ممكناً النجاح فيها وحدكم بحجة أنكم أصحاب مشروع "أستاذية العالم"!! ... أستاذيتكم للعالم - سواء تحققت أو كانت هدفاً تسعون إليه - هى وهمية لا تختلف فى شئ عن وهمية "مصر ح تبقى قد الدنيا"!! ... فكل الأوهام تتساوى، وتجارها لا يبيعون للمصريين إلا مستقبلاً لا يأتى؛ والتاريخ لا يحمى المغفلين الذين ينتظرون الوهم الذى اشتروه، يتساوى فى هذا من اشترى الوهم وهو ينقض على ثورة 25 يناير، ومن اشتراه وهو ينقض على ثورة 30 يونيو، أو من اشتراه وهو ينقض على الثورتين معاً!!ـ
=========================
