إبدأ بنفسك فانهها عن غيها !
بينما أقرأ مقال د محمد أبو الغار في المصري اليوم ٣/٢٤ بعنوان " ساويرس وتداعيات البرلمان الوهمي " ؛ تذكرت من فوري قول الشاعر العربي :-
يا أيها الرجل المعلم غيره .... هلا لنفسك كان ذا التعليمُ
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا .... كيما يصح به وأنت سقيمُ
لا تنه عن خلق وتأت بمثله ..... عار عليك إذا فعلت عظيمُ
يا أيها الرجل المعلم غيره .... هلا لنفسك كان ذا التعليمُ
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا .... كيما يصح به وأنت سقيمُ
لا تنه عن خلق وتأت بمثله ..... عار عليك إذا فعلت عظيمُ
فأبو الغار ؛ الرجل المعلم غيره الديمقراطية والليبرالية وقبول الآخر ، يضيق صدره بما قاله عنه إعلامي شاب في إحدي الفضائيات ، فيرحب باستبعاد نجيب ساويرس مالك المحطة له قائلاً بالحرف " لذا كان قرار ساويرس باستبعاد مقدم البرنامج ضربة قاصمة ، لكنها مفيدة لهذا الشاب وهو في مقتبل حياته حتي لا يوصف طوال حياته بأنه ضمن جوقة الأمنجية التي تسير بتعليمات أمن الدولة " .
لو كان ما قاله الشاب سباً وقذفاً في حق أبي الغار وتجاوزاً للحقائق ، فقد كان حرياً به أن يختصمه في المحكمة ؛ وحتي تحكم المحكمة في ذلك فلا سبيل لأحد عليه ؛ يدرك أبو الغار هذا جيداً ولا يغفل عنه . وفي جميع الأحوال لم يكن ليليق بمن هو في منزلة أبي الغار السياسية والليبرالية أن يرحب بإخراس صوت انتقده مهما كان ما قاله ، لأنه بهذا يصنع صنيع الطغاة الذين ينتقدهم .
وأبو الغار نفسه اتهم السيسي في مقاله " البرلمان الوهمي " في المصري اليوم ٣/٣ بأنه لا يريد برلماناً حقيقياً ويتعمد ذلك ويسعي فيه ، أي اتهمه بالفساد السياسي ، وهذا اتهام لو علم عظيم ، وزاد علي ذلك ادعاءه أن النية كانت قد انعقدت علي ذلك من قديم ، حين قدم عمرو موسي رئيس لجنة الخمسين لصياغة الدستور اقتراحاً - ووفق عليه - بتقديم انتخابات الرئاسة علي انتخابات البرلمان . لكن السيسي ضرب له المثل في الديمقراطية التي يدعو إليها وفي قبول الآخر ، فأرسلت إليه الرئاسة طالبة منه أن يرفع إليها بكل ما يراه معيباً من قوانين .
يصفق أبو الغار لإسكات صوت عارضه بدعوي أنه شتمه ، وهو بعد لم يزل رئيساً لحزب لا يحس به أحد ؛ فماذا هو صانع إذا توسد مقعد رئاسة الجمهورية ، أو نال حزبه الأغلبية الحاكمة .
وقوم يا مصري مصر دايماً بتناديك
وقوم يا مصري مصر دايماً بتناديك
