جددت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم الليلة الماضية التأكيد على أن الحكومة السويدية لم تطلب الإعتذار من السعودية مقابل إنهاء التوتر بينهما وإعادة السفير السعودي الى ستوكهولم.
جاء ذلك في لقاء معها في التلفزيون السويدي Svt.
وكانت فالستروم ترد على الصحف السعودية التي إقتطفت لقطة من لقاء المبعوث الحكومي بيورن سيدو مع المسؤولين السعوديين، ظهر فيها كما لو أنه ينحني لهم، تحت عناوين إعتبرتها الصحف السويدية بأنها إستفزازية وبعيدة عن الواقع.
وقالت الوزيرة إن “التعبير عن الآراء حول حقوق الإنسان والديمقراطية أصبح أمراً صعباً في وقتنا هذا”.
وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، قد ذكرت أن السويد أرسلت Björn von Sydow، كمبعوثٍ خاصٍ الى السعودية للإعتذار عن تصريحات فالستروم التي أدت الى خلق أزمة دبلوماسية بين البلدين.
وفي حديثها لبرنامج “أجندة” الذي يعرضه التلفزيون السويدي، نفت فالستروم أن تكون السويد قد قدمت إعتذاراً للسعودية بهذا الشأن، وقالت: نحن نعرف ما قاله مبعوثنا. الشيء المهم هو أنه يمكن أن يكون الإحترام متبادل فيما بيننا حتى في المسائل التي نختلف فيها.
وأضافت: سنستمر في متابعة قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان وأن “على المرء أن يفهم ذلك في سياق أوسع”.
وتابعت: بات من الصعب، اليوم، التعبير عن وجهات النظر حول الديمقراطية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم وآمل أن يكون هناك مناقشة بناءة عندما ينقشع الضباب حول النظر الى ذلك في المستقبل. لقد كان هناك ردود فعل قوية ومن المهم أن نفهم مدى تناسب ذلك. من المهم أن نفهم كيف سنستخدم الإتحاد الأوربي على سبيل المثال لمتابعة هذه القضايا في المستقبل.
“مواقف السويد معروفة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان”
وأكدت فالستروم ان مواقف السويد من الديمقراطية وحقوق الإنسان معروفة منذ أمد بعيد.
وقالت: عبرنا عن أسفنا لقطع العلاقات الدبلوماسية وأوضحنا أن هناك سؤء فهم لما جرى تفسيره من أننا هاجمنا الإسلام. ومن ذلك الحين، تمكنا من التحرك بإتجاه بعضنا وإستئناف العلاقات بين البلدين. تعاملنا مع الموقف دبلوماسياً ونحن راضون عن ذلك.

تدخل الملك السويدي

وحول سؤال عن دور الرسالة التي بعثها الملك السويدي غوستاف كارل السادس عشر الى ملك السعودية في حل القضية، أجابت فالستروم، قائلة: طلبنا من الملك إرسال رسالة، كون ذلك يدخل ضمن العلاقات الدبلوماسية، نعلم بأن العائلات المالكة لها إتصالات جيدة مع بعضها، الأمر الذي ساعد، بالإضافة الى تعامل ممثلي ومسؤولي وزارة الخارجية بشكل جيد مع الأمر.
وأضافت: أنا راضية من النتائج.

ملتزمة بأرائها

وكانت فالستروم في جلسة عقدها البرلمان السويدي في 11 شباط (فبراير)، قد ذكرت: “ان السياسة في المملكة العربية السعودية، بعيدة كل البعد عن إحترام حق النساء التي تعاني من إنتهاكات خطيرة ولا يستطعن حتى قيادة السيارة، وأن المدونين الذين يعبرون عن أرائهم في الانترنت يُجلدون، فيما للعائلة المالكة السلطة المطلقة، لذا يكون من الواضح أن لا يكون هناك كلمة أخرى غير الديكتاتورية يمكن إستخدامها”.
وإعلنت فالستروم في أكثر من مناسبة، إلتزامها بما تحدثت به، وقالت لبرنامج أجندة: “الحقيقة هي أفضل رفيق درب”، مضيفة أنها تتمتع بالدعم الشعبي وكذلك من العديد من الاحزاب البرلمانية التي كانت تريد الذهاب في إنتقاد السعودية أبعد مما ذهبت هي إليه.
لكن فالستروم تجنبت في البرنامج، إستخدام كلمة دكتاتورية لوصف السعودية، على الرغم من أنه جرى سؤالها مرات عدة في ما إذا كانت ترى السعودية بلدا دكتاتوريا.
وقالت: إن النقاش ليس حول إختيار الكلمات والعبارات، بل أنه أصبح من الصعب إنتقاد الديمقراطية وحقوق الإنسان حتى في دول أخرى مثل روسيا. وتساءلت: لماذا يثير ذلك ردود فعل قوية؟