د/ حازم حسني
فجأة ظهرت لنا عبقرية السيد الرئيس وبعد نظره عندما قرر أن يضع توقيعه متعجلاً على اتفاق المبادئ مع إثيوبيا والسودان، فما هى إلا ساعات بعد بدء التدخل العسكرى الخليجى فى اليمن، وإعلان القاهرة إرسال قوات جوية وبحرية - بل وبرية إذا لزم الأمر - لأداء مهام لا نعلم عنها شيئاً فى جنوب البحر الأحمر، حتى خرج علينا حملة مباخر السيد الرئيس بخرائط توضح لنا أهمية الموقع الإستراتيجى لإثيوبيا على باب المندب، ومن ثم حاجة مصر لتحسين علاقتها سريعاً بإثيوبيا ولو - على ما يبدو - بتوقيع إعلان مبادئ معيب!!ـ
من حيث المبدأ، أعتقدنى كنت من أوائل من دعوا للتخلص من إرث التعالى على إثيوبيا وعلى كل دول حوض النيل، وذكرت الجميع وقتها منذ شهور بأن دول حوض النيل صاحبة تاريخ حضارى قديم ولابد من التعامل معها من موقع الاحترام والتقدير المتبادلين ... محاولات السيسى إذن لتحسين العلاقات مع إثيوبيا ومع غيرها من دول القارة ليست هى المشكلة، لكننى أكاد أرى "بطحة" كبيرة يحاول حملة المباخر إخفاءها بانتهازهم فرصة الحرب الدائرة الآن فى اليمن لتبرير وتمرير ما لا تبرير له ولا يقبل التمرير!!ـخرائطكم أيها السادة أسقطت من الوجود كياناً جيوسياسياً كاملاً اسمه "دولة إريتريا" ... هذه الدولة هى التى تطل على البحر الأحمر وعلى باب المندب ... إثيوبيا يا سادة ليس لها شواطئ تطل على البحر الأحمر ولا على أى بحر آخر غيره!! ... إثيوبيا يا سادة دولة داخلية، ومشاكلنا معها لا علاقة لها بباب المندب ولا بالحرب الدائرة الآن فى اليمن!! ... لو كنا ندير استراتيجيتنا اعتماداً على خرائطكم هذه التى أكل عليها الدهر وشرب فهذا يثبت - من حيث أردتم إثبات العكس - أننا صرنا فى الضياع!! ... ارحمونا من البخور أرجوكم ... كده كتير قوى ... اتخنقنا!!ـ