خبر معتاد على شريط الاخبار منذ ثلاثة ايام انفجار قنبلة اسفل كوبرى الحلمية وسقوط شخص واصابة اخرين
تابعت الخبر لاجل ان اعرف من الذى سقط وما اسمه وبين السطور عرفت انه شاب من عشرات الشباب الذين نراهم يقودون عربة كارو ويجوبوا على صناديق القمامة يبحثوا عن رزقهم فى هذه الصناديق بعد ان ضاقت بهم الدنيا وفضلوا ان لا ينكسروا للعوز و ان لا يهزمهم الفقر
باسم شاب سنه 18 سنة فقط وهو اخ لعشرة اخوة اخرين فهم فى مجموعهم 11 اخ ترك الدراسة وهو فى الصف الرابع الابتدائى ولم يعرف منذ ذلك الوقت الا طريق العمل لساعد هذه الاسرة الكبيرة القاطنة فى منطقة الخصوص
قد ترى باسم ضحية ثقافة "العزوة" لكن الحقيقة هى هذه الظروف التى عاش فيها الشاب باسم
تزوج باسم منذ شهور قليلة ليتوج حياته بزوجة احبها و تحمل فى احشائه ابن لن يرى ابوه ولن يستمتع بوجوده
خرج باسم ليبحث عن رزقه فى منطقة الحلمية واثناء سيره و وسط زحام السيارات و كلمات لا معنى لها تلقى على مسامع شاب كسرت الدنيا فيه الكثير لمح الشاب كيس كبير على قضبان الترام
تحرك فى خفة من فوق عربته الكارو وذهب يتفحص الكيس وبمجرد ان فتحه انفجر الكيس فيه ليشق الجمجمة وينهى حياة شاب ضغطته الحياة بكل الطرق وقاومها بكل الاساليب الشريفة المتاحة لديه
كان الاتفاق بين باسم و زوجته على ان يدعوا طفلهم كاراس ... لكن ابو كاراس كتب عليه اخرون الرحيل ... ليرحل شهيد فداء الهى عن راكبى الترام
فالله قد افتداهم بهذا الشاب
رامي كامل
