من 5 أيام، تجمع مئات الناس الغاضبين بجانب مسجد "شاهي دو شامشيرا" في قلب العاصمة الأفغانية كابول، حول فتاة تُدعى "فرخُندة"، 27 سنة، يقال أنها حرقت نسخة من القرآن .. كان فيه تقارير سابقة قالت إنها بتعاني من مرض عقلي من سنوات طويلة وإنها غير مسئولة عن تصرفاتها .. بس، وبعض الواقفين قرر إنه يصوَّر اللي بيحصل بالڤيديو ويرفعه على الإنترنت ..
الناس إيمانهم قوي، وبيحبوا ربنا والرسول والقرآن .. وعشان يوروا العالم إنهم بينصروا دينهم بجد، المئات - في أجواء إيمانية مباركة - رموا البنت على الأرض، ونزلوا فيها ضرب بالعصيان وقوالب الطوب، وشوية منهم يضربوها بإيديهم، وبعضهم يديلها بالشلوت وهي واقعة ع الأرض، والبعض الآخر يقف يتنطط عليها، وسط التكبيرات .. بعد انتهاء الغزوة المباركة، أخدوها - والله أعلم لسه فيها الرمق ولا ماتت - ورموها في النهر .. شوية وحسوا إن ده مش نُصرة للدين كفاية وإن الثواب كده لسه ناقص، فطلَّعوها من النهر، وولعوا فيها .. بعد فترة وصل البوليس اللي حاول يفرق الناس، والمطافي اللي طفِّت الجثة وأخدتها .. غالبًا لو كانوا اتأخروا شوية كمان، كان الناس هيعملوا الحاجة الوحيدة اللي لسه فاضلة ما اتعملتش: الكانيباليزم ..
اللطيف في الأمر، إن بعد كل ده، أهل البنت المكلومين قالوا لـ "سي إن إن" إن بنتهم كانت مُدرسة متدينة ومُحفظة قرآن للأطفال، وإنها يستحيل تهين دينها بالشكل ده، وإن كل اللي عملته إنها انتقدت تخاريف شيخ الجامع اللي كان بيوزع على الناس "تعاويذ" نصابة فيها آيات من القرآن .. فهو إتجنن، إزاي دي تعارض سُلطتي؟ إزاي يبقى فيه عقل بيفكر خارج عن سيطرتي؟ فعشان يحافظ على قوته ومركزه الديني وسط البهايم اللي هو سايقهم، اتهمها بحرق القرآن، وحرض الغوغاء على قتلها ..
وأنا بأقرأ وبأتفرج، افتكرت حاجات كتير .. افتكرت أبو النمرس، لما أهل بلد بأكلمها اجتمعوا على أربعة شيعة على رأسهم حسن شحاتة، وحاصروا بيته، ورموه بالمولوتوڤ، ولما حاولوا يهربوا، إتلموا عليهم في الشارع، وانهالوا عليهم بالعصيان الخشب والقضبان الحديد، لحد ما الأربعة ماتوا، وبعدين ربطوا إيديهم وسحلوا جثثهم في الشارع وهم أنصاف عرايا، وسط التكبير وهتافات "بالروح بالدم نفديك يا إسلام" .. وافتكرت فيلم "رجم ثريا" .. وافتكرت مقولة "عمرو بن الحمق"، اللي كان آخر واحد من اللي قتلوا الخليفة الصحابي "عثمان بن عفان"، لما طلع قعد فوق صدره وهو خلاص بيطَلَّع في الروح، وطعنه تسع طعنات، وقال "أما ثلاثٌ منهن لله، وستٌ لِما كان في صدري عليه" ..
الله أكبر .. الله أكبر .. هي لله هي لله ..
ربنا هيفرح بقتل بنت انتقدت ربط الشعوذة بكلامه؟ النبي هيفرح بحرق جثتها؟ الملايكة هتفرح بسحل جثث عارية في الشارع؟ القرآن هيقول "نصروني المؤمنين تسلم إيديهم"؟ الغرب الكافر الفاجر هييجي كده ويدخل في دين الله أفواجًا؟