إيران والسعودية بيتخانقوا في اليمن، إيران والسعودية بيتخانقوا في البحرين، إيران والسعودية بيتخانقوا في سوريا، السعودية وقطر بيتخانقوا في مصر، مصر ومش عارف مين بيتخانقوا في ليبيا.خناقة إيران والسعودية قديمة، الصراع على النفوذ الإقليمي قديم. الجديد هو ساحات الصراع، والأطراف اللي بتخوضه بالوكالة. واللي خلق الجديد هو الثورات العربية. الثورات العربية هدت النظم القديمة (على الأقل هدت استقرارها)، وخلقت قوى جديدة، أو حطت قوى قديمة في أوزان جديدة. ده معناه إن شبكة التحالفات السابقة اتهدت. والنتيجة كانت إن الدول المهمة والمؤثرة إقليميا بقت في خطر فقدان حلفاء، أو في خطر زحف الثورة عليها. ومن ثم فهي تخوض حروبا دفاعا عن نفسها، أو توسيعا لنفوذها. إيران تساند الثورة في البحرين، والسعودية تساند الثورة في سوريا، والسعودية بتحارب الثورة في مصر، وإيران بتحارب الثورة في سوريا. تناقض، لا مش تناقض. لأن ولا واحد فيهم بيساند الثورة أصلا. هم بيساندوا اللي ممكن يمثل ذراع نفوذ إقليمي ليهم، وللأسف بسبب طبيعة ما آلت إليه الثورات، وبسبب ظروف أخرى، فإن كل القوى المحلية تستند إلى قوى إقليمية ودولية، أكثر من استنادها إلى مصالح شعوبها. كل ما القوى الإقليمية تنغمس أكتر في معاركها بالوكالة، كل ما الأوضاع هتسوء، ويدهشني إن فيه ناس داخلة المناقشة من منطقة أيوه نساند إيران عشان هي مؤيدة للمقاومة، أو من منطقة نؤيد السعودية عشان الشيعة خطر. إيران ساهمت في تحويل العراق لوضعها البشع الحالي، والسعودية ساهمت في تحويل سوريا لوضعها البشع الحالي.. ولذا فتأييد لعبة التدخلات الخارجية غلط في غلط. أمال إيه الحل؟ محدش يقدر يمنع تدخل القوى الدولية والإقليمية إلا حركات قوية في بلدان الدول الغازية أو في البلدان التي يتم التدخل فيها. ولو اتوجدت الحركات دي، منطلقة من مصالح الثورة ومعبرة عنها، الموازين هتختلف محليا وإقليميا. لكن إحنا بعيد عن ده دلوقتي.. بعيد بس ده مش مستحيل.. لو إنت عايز تغير اللعبة وتخليها ثورة في مواجهة ثورة مضادة.. دور على أي مظاهر وإمكانيات لخلق تيار ثوري ليه جذور اجتماعية قوية.. وادعم ده.. ادعمه بكل قوتك.. واصبر، لأن المعركة طويلة.. ومحدش عارف ختخلص على إيه.
