728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    Wednesday, April 1, 2015

    الإخوان ورهان مجموعات العنف الصغيرة

    بقلم : أحمد بان


    تعبر مجموعات العنف الصغيرة عن تلك المجموعات التي برزت في المشهد السياسى في أعقاب مشهد فض اعتصام رابعة والنهضة، الذي أسس وفقا لمراقبين من خلال خطاب رابعة التحريضى التكفيرى وأيضا طريقة فضه مناخا ساهم في بروز مجموعات عنف صغيرة، تبدو خارج هيكل التنظيمات الكبيرة التي عرفتها مصر بهياكل معروفة لدى أجهزة الأمن أو المراقبين، كجماعة الإخوان أو الجماعة الإسلامية مثلا حيث جسد دافع الثأر من الدولة وأجهزتها الهدف والغاية لتلك المجموعات.
    شهدت مدينة الشيخ زويد يوم 5 يوليو 2013 في أعقاب إعلان خارطة الطريق وخلع محمد مرسى مؤتمرا ضم كل فصائل السلفية الجهادية التي كان لها حضور تعاظم مع وجود الإخوان في الحكم، توعدت فيه تلك الفصائل الدولة المصرية ومؤسساتها بالويل والثبور وعظائم الأمور، وهو ما ظهر لاحقا في عمليات نوعية أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس مسؤوليتها عنها. بدا هيكل وتواجد الجماعة غامضا في البداية لدى أجهزة الأمن خصوصا في الشق المعلوماتي على إثر فجوة معلوماتية حدثت في أعقاب إلغاء جهاز أمن الدولة، الذي كانت لديه خارطة معلوماتية جيدة عن تلك التنظيمات، وقد تدارك جهاز الأمن الوطنى الأزمة بسرعة ساعدت في توجيه ضربات استباقية لجماعة أنصار بيت المقدس، التي كان من الواضح أنها تلقت دعما يفوق طاقة الجماعة ويصل لإمكانات دول وأجهزة، كما بدا في عملية كرم القواديس التي كشفت وجود فجوة معلوماتية ولوجستية وأخرى تخص التسليح والتدريب، كان هناك بالتوازي مع جماعة أنصار بيت المقدس جماعات أخرى صغيرة نشأت كما قلنا في أعقاب خروج الإخوان من الحكم وإنهاء أبرز مظاهر احتجاجهم، الذي تمثل في فض اعتصام رابعة والنهضة.
    كان الاعتصام قد ضم كافة أطياف الإسلام الحركي إخوانا وسلفيين وجهاديين بكل أطيافهم، كان لمحمد الظواهري مثلا خيمة في رابعة يجند فيها الأعضاء، كما كان لكل التكفيرين خيام تضم أنصارهم وبدت خيمة الإخوان كما كانت عبر تاريخها عباءة فضفاضة قادرة على أن تضم كل الطيف الإسلامي الحركي، الذي تجمع في سياق حاول البعض أن ينعته بالثورة الإسلامية التي ضاقت برداء ثورة يناير العلماني وآن لها أن تسفر عن وجهها الحقيقي.
    لم يكن تهديد أحد المعتصمين في رابعة الشعب المصرى والرئيس السيسي بالسيارات المفخخة، سوى إعلانا يؤكد أن هذا المكون حاضر داخل جسد رابعة بوضوح، لا يبرر بالطبع طريقة الفض التي كانت أحد العوامل إلى جانب خطاب رابعة في ولادة جيل جديد من التكفيريين، الذين ولدوا في مشهد صراع سياسي بين جماعة تحركها لوعة الفقد السريع للحكم، ومؤسسة عسكرية انتفضت لحماية كيان الدولة من مشروع الجماعة.
    ظلت الجماعة تراهن عبر شهور أربعة تقريبا على مظاهراتها التي جاءت محدودة العدد محدودة الأثر قبل أن تزاوج بين ثلاثة مسارات راهنت على تحريك المشهد في اتجاه طموحاتها. الأول هو مسار المظاهرات التي انطلقت دون توقف في بعض المحافظات والجامعات، وعمليات أنصار بيت المقدس التي زادت وتيرتها بعد خروج الإخوان من الحكم، فضلا عن لاعب جديد هو مجموعات العنف الصغيرة التي ولدت أبرزها من رحم مجموعة حازمون، التي كانت جيبا تنظيميا تزعمه حازم صلاح أبوسماعيل بنصيحة خيرت الشاطر، ليستوعب فائض الشباب الغاضبين من تنازلات التنظيم الذي آل له حكم مصر، وقد يجد نفسه مضطرا تحت مطرقة الواقع وخطاب الحكم مضطرا لتقديم تنازلات لن يستوعبها هؤلاء الشباب، من هنا اتصلت فكرة الشاطر مع مسعى الجماعة لتحرير جزء من جسدها باتجاه العنف، دون أن يعكس توجها عاما بالشكل الذي يسمح للجماعة أن تتنصل منه حين الحاجة، وهو سلوك لازم الجماعة عبر تاريخها في علاقتها بالعنف. فلم يعرف أبدا أن الجماعة اعترفت عبر تاريخها بسلوك مسار العنف، ما بدا عشوائيا وأغرى البعض بتسمية مجموعات العنف الصغيرة بمجموعات العنف العشوائي بالنظر لعشوائية أهدافها ووسائلها وتنظيمها كان مقصودا بذاته، لدى حركة راكمت مجموعة من الخبرات الحركية والتنظيمية جعلتها قادرة دوما على توظيف أفعال غيرها لصالحها، يمكننا أن نعدد حركات العنف التي ظهرت في أعقاب فض اعتصام رابعة والنهضة وبدا خطابها في تأكيد الثأر للحرائر وغيرها من مفردات الجماعة، في تأكيد واضح على الصلة بينهما كالتالي:
    1. تنظيم أجناد مصر: هذا التنظيم الذي أعلن عن نفسه قبل الذكرى الثالثة لثورة يناير، وتحديدا يوم 24 /1/2014 عبر بيان منسوب للتنظيم عبر الإنترنت، نفذ التنظيم مجموعة من العمليات التي حدثت في نطاق القاهرة الكبرى وتحديدا محافظة الجيزة، حيث سجل مسؤوليته عن 13 عملية استهدفت أكمنة شرطة وأقسام ودوريات أمنية وقصر الاتحادية، أسفرت عن استشهاد 3 ضباط ومجند وعشرات الإصابات.
    2. كتائب أنصار الشريعة: كان أحد تلك التنظيمات التي تأثرت بتنظيم الطليعة السلفية المجاهدة، التي أسسها أحمد عشوش في نوفمبر 2012 وكان أعضائها ممن سافروا إلى المناطق الساخنة وامتلكوا خبرات قتالية، واعتمدوا فكرة قنص أعضاء الشرطة واستطاع أحد أفراد هذا التنظيم وهو أحمد عبد الرحمن قنص 14 أمين شرطة بمساعدة شخص آخر بموتوسيكل، وقد ظهر هذا التنظيم فجأة واختفى فجأة.
    3. كتائب الفرقان: أحد المجموعات التي ظهرت في سيناء، ونفذت بعض العمليات باستهداف السفن في مجرى قناة السويس الملاحي قبل أن تندمج مع مجموعات أنصار بيت المقدس.
    4. كتائب حلوان: مجموعة أعلنت عن نفسها عبر شريط مصور بتاريخ 14/8/2014 وهو التاريخ الذي يصادف الذكرى الأولى لفض اعتصام رابعة. اعتمد التنظيم على استهداف أبراج الكهربا وشبكات الطرق بهدف الاستنزاف الاقتصادي وهو الهدف الذي يلتقي مع أهداف الجماعة في إنهاك النظام السياسي الجديد وتهديد استقراره.
    5. حركة ولع وضنك والعقاب الثوري: كانت أخر المجموعات التي أعلنت عن نفسها عبر مواقع محسوبة على الجماعة في عمليات محدودة أيضا انصرفت إلى وضع عبوات بدائية في بعض الأماكن أو حتى قنابل صوتية.
    بالنظر إلى حركة كل تلك المجموعات التي ظهرت في أعقاب فض اعتصام رابعة والنهضة، فلا يمكن فصلها عن الصراع الممتد بين الدولة وجماعة الإخوان، سنجد أن وجود هذه المجموعات إنطوى على رسالة من الجماعة للدولة وللأمريكيين بالتحديد، الذين تعتبرهم الجماعة أحد أدوات الضغط على أي نظام مصري، وتراهن على ضغوطهم بأن بديل غياب الإخوان هو مجموعات عنف صغيرة لها نمط عشوائي، ولا يمكن حصار حركتها أو اكتشاف هياكلها التنظيمية وقادرة على تهديد استقرار البلد، لذا كان من ضمن ما لوحت به الجماعة تكنيك الذئاب المنفردة وهو نمط من العمليات يعتمد على رجل أو إثنين، بدا في عمليات أنصار الشريعة التي قتل فيها أحمد عبدالرحمن وحده 14 أمين شرطة.
    تدرك الجماعة أن الشعب لفظها عبر ثورة شعبية، وأنها فشلت في الحكم عبر عام لذا لم يعد لها سوى لي ذراع الدولة عبر الفوضى التي تعد من بعض أدواتها صلاتها بهذه المجموعات التي إستطاعت إطلاقها في إطار رسالة تخويف وابتزاز، بعدما تكفلت معادلات إقليمية جديدة بإرباك حساباتها ورهاناتها، بالشكل الذي دفعها إلى التركيز على هذا السلاح وتوظيفه لصالحها سلاح مجموعات العنف الصغيرة، التي تعتقد أنها قد تنجح في إجبار النظام على التفاوض معها باعتبارها الوكيل الحصري للعنف تاريخيا.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: الإخوان ورهان مجموعات العنف الصغيرة Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top