الجارديان
في العاشرة من صباح يوم الأثنين الماضي توقف《أنتونيس ديليجيورجيس》 وزوجته 《ثيودورا》 أمام المقهى المواجه للبحر للتمتع بكوبين من القهوة. لم يكن ديليجيورجيس وقتها يعلم أنه يوم غير عادي وربما لن يشاهد مثله قط.
كان Deligiorgis ينتظر القهوة وظهره للبحر في اللحظة التي إرتطم أحد الزوارق فيها بقوة بالكتل الصخرية الضخمة الموجودة في منتصف البحر قبالة الشاطئ، خلال ثوان معدودة كان القارب المتهالك يغرق. وقتها ظن الجميع أن الزورق كان يقل بعض السائحين، لكن بعد قليل إتضح أنه كان يحمل عشرات المهاجرين الغير شرعيين من أريتريا وسوريا.
يقول Deligiorgis : كان القارب قد دمر تماماً بعد دقائق قليلة؛ كأنه كان مصنوعا من الورق، بدأ الجميع ينتبه للحدث، خفر السواحل كان قد وصل، وتوجه الصيادون قرب المكان وبعدها وصلت سيارة إسعاف ومروحية، كان الجميع يهرع إلى هناك. تركت المقهى في العاشرة وعشرة دقائق تقريباً. وفي العاشرة والربع كنت قد خلعت قميصي وقفزت في الماء.
وأكمل قائلاً: في البداية كنت مرتديا الحذاء؛ لكني خلعته بعدها بقليل، كان الماء مليئاً بالزيت والوقود نتيجة تحطم الزورق وأصبح الماء شديد المرارة، والصخور الحادة أصبحت زلقة جداً؛ جرحت يداي وقدماي عدة مرات بشكل سيء، لكن كل ما كنت أفكر فيه وقتها هو إنقاذ هؤلاء المساكين. لا أذكر هل أنقذت 3 أم 4 رجال؛ 3 أو 4 أطفال؛ 5 أو 6 نساء... لكن أذكر جيدا هذا الرجل الذي يبدو في ال 40 من عمره؛ كانت الأمواج تضربه بعنف وكان يكافح للنجاة، لكنه كان يختنق ولا يستطيع التنفس، حاولت الوصول إليه عدة مرات بلا جدوى...
يقول Deligiorgis أن ما ساعده على البقاء على قيد الحياة هي التقنيات التي تعلمها في الجيش، وأكمل: "ولكن الأمواج كانت كبيرة جدا، لا هوادة فيها. كانت تستمر في المجيء. كنت متواجداً في الماء لمدة 20 دقيقة عندما رأيت Nebiat، تلك الفتاة التي كانت ترتدي العوامة، كانت تواجه مشاكل كبيرة في التنفس، وكان هناك بعض الرجال من خفر السواحل من حولي، والذين كانوا قد قفزوا في الماء بكامل ملابسهم، كنت أواجه مشكلة في رفع الفتاة للخروج من البحر، ساعدوني في ذلك وبعدها وجدتني أحملها على كتفي وأنطلق بشكل غريزي".
● في مستشفى المدينة وضعت واحدة من النساء الإريتريات اللاتي إنقذهن Deligiorgis مولودا، وأسمته على إسم منقذها كنوع من الإمتنان له.
● أنقذ ديليجيورجيس هذا اليوم وحده 20 طفل وأمرأة ورجل.
● لم يكن ديليجيورجيس هو البطل الوحيد لهذا اليوم؛ عشرات القصص يمكن سردها عن الأفعال العظيمة التي قام بها اليونايون هذا اليوم، إحدى النساء خلعت ملابس طفلها لتدفئة طفل سوري كان قد تم إنقاذه من المياة. المئات هرعوا للمساعدة بالأكل والملابس.
●الصورتين للبطل اليوناني وهو ينقذ الفتاة الأريترية Nebiat.