فى الخمسينيات والسينيات لم تكن أغلب النساء المصريات تتحجبن . كانت بنات وزوجات كثير من شيوخ الأزهر وقارئى القرآن ورجال الدين سافرات فى حشمة دون أن يثير ذلك أى تعليق . وكانت النساء فى الطبقات الشعبية يلبسن الملاءة اللف والبرقع . وكانت ملكات مصر قبل الثورة وزوجات الرؤساء بعد الثورة والوزيرات والسفيرات والجامعيات وعاملات المصانع غير محجبات . بدأت ظاهرة الحجاب تحديدا بعد هزيمة ١٩٦٧ وما أشاعه رموز التيار الإسلامى من أن الله عاقبنا بذنوبنا . وزاد انتشار الحجاب بعد الانفتاح الاقتصادى فى عهد السادات وما صاحبه من سقوط شرائح كبيرة من الطبقة الوسطى فى هاوية الفقر . كان الحجاب باعتباره أقرب الى الزى الموحد يمثل احتجاجا ضد التفاوت الطبقى البادى من زى المرأة . واذكر ان الراحل احمد بهاء الدين كتب فى يومياته عن محل تجارى يسمى ( السلام شوبنج سنتر لملابس المحجبات ) وقال ان فى هذا الاسم سياسة واقتصاد ودين . وكتبت الباحثة الامريكية المصرية الاصل فدوى الجندى بحثا ممتعا فى مجلةlaw &society review بعنوان veiling Al infitah أى تحجيب الانفتاح . ثم توسع الاخوان والسلفيون فى الدعوة الى الحجاب كرمز لتغيير هوية المجتمع . حتى تحول الحجاب الى علامة للتمييز بين النساء حسب الدين فى وطن واحد