728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    Wednesday, April 15, 2015

    الاقباط وإسهاماتهم في الحضاره الانسانيه


    بقلم / عبد صموئيل فارس


    خلال كتاب الدكتور امين مكرم عبيد عن تاثير الاقباط في الحضاره الذي صدر منذ سنوات قليله  وقد كان  هناك الكثير من ردود الافعال عبر بعض الدوائر الالكترونيه تستخف بهذالامر وهذا ليس غريب علي هذه الاجيال التي لاتعرف شئ عن الاقباط سوي انهم كفار واعداء الله

     بعد ان تعمدت الدوله المصريه لحذف تاريخ الاقباط بالكامل خلال ستة قرون عاشتها مصر دوله مسيحيه كان لها تأثيرها الواضح علي الحضاره والذي ابرزه كتاب الدكتور امين مكرم

    وان كان بشكل مختصر لكنه استطاع تسليط الضوء علي هذا الامر الذي هو شديد الاهميه وواجب علينا نحن جيل الاقباط في هذا العصر ان نكمل ما بدءه من سبقونا لاظهار هذه الاعمال للعالم ليعرف الجميع اسهامات الاقباط المصريين وهنا حاولت تجميع بعض هذه الاعمال من عدة مصادر تاريخيه مختلفه لعلها تكون نواة لموسوعه كبيره لحصر هذه الاعمال الممتده في شتي المجالات 



     ولمن لا يعرف قد ورث الاقباط عن اجدادهم الفراعنه براعه في الطب والتشريح والكيمياء والصيدله والهندسه والفلك واستمروا في نبوغهم لهذه العلوم طوال العصرين اليوناني والروماني

    حتي اصبحت مدرسة الاسكندريه الوثنيه القديمه هي اقوي مدارس العالم في هذه الدراسات ثم تأسست المدرسه القبطيه المسيحيه وتابعة ايضا دراسة هذه المواد ونتج عن ذلك نهضه علميه لا مثيل لها وتخرج عليهم كثير من علماء العالم القديم

    وظهر فيهم هيروفلاس مؤسس علم التشريح وإيرستسراتوس مؤسس علم وظائف الاعضاء وديموكريتوس صاحب نظرية الذره كما ظهر ايضا العالم الماهر كرنيليوس كلسوس الذي وضع تذكرته الطبيه الشهيره لمنع تلف الاسنان وسرابيون الاسكندري الذي تعمق في دراسة عقاقير قدماء المصريين ولاسيما الكريهة الطعم منها والذي قدمها للعصور المتتابعه فظلت الي القرن الثامن عشرووضع الاقباط في الاسكندريه اغلبية المصطلحات الطبيه ومنها مثلا كلمة ( medicina ) عقاقير (medicamentus ) دواء او سم و (abotheca ) مخزن الدواء

    واخذ العالم منهم هذه المصطلحات التي لا تزال مستعمله وهذه الشهره التي نالتها مصر القبطيه في الطب والصيدله والكيمياء جذبت اليها العلماء من اقطار العالم كله للدراسه علي ايدي اساتذتها ومن امثلة ذلك جالينوس العالم المشهور الذي ظهر في القرن الثاني الميلادي والذي تنسب اليه مجموعة العقاقير الجالينوسيه المستعمله في العصور الحديثه فتتلمذ هذا العالم في الاسكندريه 

    واخذ من جامعتها فلسفته وطبه وصيدلته وقد نشط العالم لدراسة المخطوطات الطبيه القبطيه ولمس مافيها من فائده وقد ظهر هذا جليا في بحث الاستاذ ( تل ) في العقاقير الطبيه القبطيه يتبين منه مدي تقدم الاقباط في الصيدله والكيمياء والطب كما وضع ايضا الاستاذ دوسن 1924 كتابا عن تاريخ الطب عند الاقباط في القرون الاولي للمسيحيه وشرح بالاضافه للعقاقير ادوات الجراحه التي كانوا يستخدمونها 

    ومن اهم ما وصل من مخطوطات قبطيه طبيه بردية شاسيناه التي تمتاز بعلاج العيون ومداواة الخراجات وعلاج بعض امراض النساء والاطفال وقد كان فيها كثير من الوصف لامراض العيون وبعض قطرات والمساحيق منها قطره قابضه لمنع النزيف ولا تقل بردية زينون اهميه عن بردية شاسيناه وهذه البرديات تكشف ما وصل اليه الاقباط من معرفه باصول وفن صناعة الدواء وتركيباته الكيميائيه وبالاخص التفاعلات التي كانت تتم علي النيران 

    ويقول ( نيتولتسكي ) في كتابه الطب الشعبي المقارن ان كثيرا من العلاجات والمستحضرات المعروفه في اوروبا منذ القرون الوسطي تحمل الطابع المصري القديم الذي طوره الاقباط وحملوه الي الغرب ولم يقتصر براعة الاقباط في الطب والصيدله والكيمياء فقط بل امتد ايضا الي الحساب والرياضه

     وليس ادل علي ذلك من التاريخ العربي الذي يبرز ان الاقباط هم من كانوا يتولون حسابات بيوت المال وفي الدوواوين طوال فترة الحكم الاسلامي وكان ايضا نبوغهم ظاهر في الهندسه واعمال البناء فقد ذكر الازرقي في كتاب اخبار مكه ان الكعبه طغي عليها قبيل ظهور الاسلام سيل عظيم صدع جدرانها فاعادت قريش بناءها مستعينه في ذلك بنجار قبطي كان يسكن مكه واثبتت الاوراق ان الوليد استعان بالقبط في بناء مسجد دمشق والمسجد الاقصي 

    وفي اعادة بناء مسجد المدينه ايضاولما اعاد عمر بن عبد العزيز بناء الجامع النبوي في المدينه عهد في ذلك بمعماريين من القبط بنوا فيه اول محراب مجوف في تاريخ الاسلام وقد اخذوا شكله من حنية الكنيسه وقد اثبت العلماء ان قصر المشتي في شرق الاردن مأخوذمن الزخارف القبطيه ومن تخطيط بناء الديرين الاحمر والابيض في سوهاج

    وتتجلي البراعه الفائقه في القبطي سعيد بن كاتب الفرغاني لجامع بن طولون بعد ان اقامه علي عمودين فقط بعد ان استقر كل مهندسي هذا الزمان علي انه لن يبني باقل من 300 عمود وقد بين كريزويل الاثر القبطي علي فن العماره الاسلاميه في مقال نشر له في مجلة جمعية الاثار القبطيه في عام 1939 وامتد تأثيرهم ايضا الي الفلك وحساب الابقطي الشهير الذي وضعه الانبا ديمتريوس الكرام بطريرك الاسكندريه 

    وصار الاقباط هم من يحددون الاعياد والمناسبات للعالم المسيحي كله وايضا كان لهم بصمه في صناعة الورق بعد ان برعوا في صناعة سبعة اصناف من الورق للكتابه عليها

    وقد ذكر الاستاذ جوجيه في معرض كلامه عن مدرسة الاسكندريه عن الاقباط قائلا ان القبطي مع كل ما يهضمه من علوم وفنون غريبه هو فخور بماضيه شغوف ببلاده فهذا الفخر وهذا الشغف متأصلان فيه الي حد بعيد الغور فهو ثابت في مصريته بحيث لايمكن اقتلاعها منه او تحويله عنها مهما تنوعت المؤثرات هذه بعض امثله لتأثير الاقباط في الحضاره بصوره مشرفه وهي حاضره وضاربه في عمق التاريخ بالرغم من كل الضغوط والممارسات التي عايشها الاقباط منذ فجر التاريخ ألا انهم اثبتوا بالفعل أن لهم صلابة الاهرامات 

    المصادر 

    حضارة مصر في العصر القبطي للدكتور مراد كامل 

    اوراق مؤتمر مصر في العصر القبطي لمكتبة الاسكندريه 

    ابناء الفراعنه المحدثون دراسه عن اخلاق اقباط مصر س . ه . ليدر 


                                    

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: الاقباط وإسهاماتهم في الحضاره الانسانيه Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top