728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    Wednesday, July 29, 2015

    صدام اجتماعي : كيف يفكر الملحدون في مصر؟

    عزة هاشم
    باحث في علم النفس الاجتماعي


    تعالت في الآونة الأخيرة أصوات "الملحدين" في مصر، الذين أصبحوا يعلنون عن أفكارهم الرافضة للدين بجرأة ودون خوف، وتداولت وسائل الإعلام أخبارهم، وثار حولهم الكثير من الجدل، ليس فقط لأنهم أصبحوا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي في الإعلان عن أنفسهم وأفكارهم، بل تجاوزوا حد الإعلان إلى تبنيهم حملات للدفاع عن هذه الأفكار، وأصبح للعديد منهم مريدون ومتابعون ومدافعون، ولم يعد المجتمع يعلم هل هذا الظهور ناتجًا عن زيادة أعداد الملحدين في مصر؟ أم أنه ناتج عن زيادة في مساحة الحرية بعد الثورة التي منحت العديد من الأطياف والتيارات الفرصة والجرأة في الإعلان عن أنفسهم وقناعاتهم؟ وأثيرت العديدُ من التساؤلات حول عقلية الملحدين في مصر، واتجاهات تفكيرهم التي دفعتهم إلى الإعلان الصريح عن قناعاتهم.
    أولا- هل تزايد عدد الملحدين في مصر؟
    أُثيرت العديد من الأرقام والإحصائيات التي توضح تزايد عدد الملحدين في مصر عبر وسائل الإعلام، والباحثين، ورجال الدين، وبعضها كان يُطلقها متحدثون بلسان الملحدين في مصر، وتراوحت هذه الأرقام بين التهويل والتهوين، وذلك نظرًا لعدم وجود إحصائيات علمية موثقة حول أعداد الملحدين في مصر، ولم تَصدر حتى الآن دراسةٌ حاولت تحديد حجم الظاهرة ولو بصورة تقريبية، باستثناء دراسات أجنبية معدودة أُجريت في وقت مبكر، وتضاربت نتائجها إلى حد كبير، مما يصعب معه الخروج باستنتاج صحيح حول مدى اتفاق هذه النتائج مع الواقع. فقد ذكر اثنان من الأساتذة الإيرانيين، الأول هو منصور معدل (أستاذ الاجتماع بجامعة متشجان)، والثاني هو تقي أزادار مكي (أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة طهران)، Moaddel and Azadarmaki (2003)، أن حوالي 5% من المصريين لا يؤمنون بوجود الله. أما إنجلارت ورفاقه Englehart et al، فقد أشاروا في دراسةٍ في عام 2004 إلى أن نسبة الملحدين في مصر لا تتجاوز 1%. وفي دراسةٍ أخرى أجراها فيل زوكرمان Phil Zuckerman (2007) قرر صعوبة حصر أعداد الملحدين في مصر، ولكنه توقع أن النسبة قد تزيد عن 1%.
    ويستند البعضُ إلى وسائل التواصل الاجتماعي في البرهنة على أن أعداد الملحدين في مصر في تزايد مستمر؛ حيث يلاحظ زيادة عدد المشتركين في الصفحات المعبرة عن الملحدين والمتحدثة بلسانهم، والتي بلغ عددها العشرات، وتجاوز عدد زوارها الآلاف، فهناك -على سبيل المثال- صفحة "ملحد وأفتخر" والتي بلغ عدد أعضائها (7274) عضوًا، وصفحة "ملحد منطقي" والتي بلغ عدد أعضائها (11360) عضوًا، ومجموعة "ملحدون راديكاليون بلا حدود" والتي بلغ عدد المشتركين فيها (8629) عضوًا، وصفحة "ملحد بالفطرة" والتي بلغ عدد أعضائها (3841 عضو)، وصفحة "نظرية التطور" وعدد أعضائها (141.402) عضوًا، وصفحة "علماني" (134.667) عضوًا، وغيرها. هذا بالإضافة إلى عدد كبير من المدونات والمنتديات النقاشية التي تنتقل أحيانًا من اجتماعات ونقاشات على الإنترنت إلى اجتماعات ونقاشات وتعارف على أرض الواقع، وإن كان الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي قد يبدو مضللا في الكثير من الأحيان، فليس كل المشتركين في هذه الصفحات ملحدون، فهناك من يشتركون بدافع حب الاستطلاع، أو الرصد والتحليل، أو المتابعة، وهو ما يجعل من الصعوبة الاعتماد على هذه الصفحات كمؤشر للبرهنة على زيادة عدد الملحدين في مصر.
    وقد اعتمدت بعض التحليلات التي تؤيد زيادة عدد الملحدين على استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة جالوب في عام (2012)، والذي أظهر تراجعًا في نسبة التدين في المجتمع المصري، والتي أصبحت 96% بعد أن كانت في عام (2007-2008) 100%، وإن كانت نسبةُ التدين من الصعب وضعها كانعكاس مباشر للزيادة في عدد الملحدين، ذلك لأن غير المتدينين ليسوا بالضرورة ملحدين، هذا بالإضافة إلى العديد من الملاحظات على عينة الدراسة ومنهجيتها. وفي المقابل، أكد مستشار المفتي المصري الدكتور إبراهيم نجم، أن مركز "ريد سي" التابع لمعهد "جلوبال" قد وضع مؤشرًا للإلحاد في كل دول العالم أكد من خلاله أن مصر بها 866 ملحدًا فقط، وأنها تأتي بذلك في المرتبة الأولى من حيث عدد الملحدين فيما بين الدول العربية.
    ثانيًا- أسباب الإلحاد في مصر:
    من الصعب حصر الأسباب التي تدفع للإلحاد، لأنها عبارة عن منظومة مركبة تُساهم فيها العديد من العوامل المتعلقة بسمات شخصية الملحد، والتي تميل بطبعها إلى الرفض والتمرد، بالإضافة إلى عدد من العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الأخرى، وإنما يمكن الحديث عن أكثر الأسباب انتشارًا، والتي تشمل:
    1. أسباب متعلقة بالتنشئة الاجتماعية، فغالبًا ما تُساهم التنشئة الاجتماعية غير السوية في تكوين رؤى مغلوطة لدى الفرد، خاصة التنشئة الدينية القائمة على التشدد والمغالاة، والتي تُساهم في دفع الفرد إلى التمرد والرفض.
    2. ظهور الجماعات والتنظيمات الإسلامية المتشددة وممارسة نشاطها في العلن ساعد أيضًا في رد فعل معاكس من بعض الشباب. ففي مقابلة أجرتها الباحثة مع محرر صفحة "ملحد وأفتخر" على موقع فيس بوك، صرح قائلا: "كنت سلفيًّا متشددًا جدًّا في يوم من الأيام، وكنت تابعًا لجماعة التبليغ والدعوة، وأعرف كثيرين كانوا مثلي، ولهم صور وهم ملتحون وبالجلباب الأبيض القصير الذي تشاهدين السلفيين يلبسونه".
    3. الخطاب الديني، والذي أصبح يتسم بالمغالاة والجمود، وهناك من يعتبر الإلحاد انعكاسًا مباشرًا لأزمة الخطاب الديني وفوضى الدعوة في مصر.
    4. التهميش وعدم القدرة على إشباع الحاجات؛ حيث يرى الدكتور يحيى الرخاوي أن "الفشل في تلبية احتياجات الشباب، يُضاف إلى ذلك المساحة الكبيرة من الإحباط، والتهميش، والدونية، وعدم قدرة النظام الحاكم على احتواء هذه الطاقات؛ يدفع الشاب إلى رفض الخضوع للواقع، والاستجابة لمطالب التأجيل لكل الرغبات الساعية للإشباع".
    5. وسائل التواصل الاجتماعي: والتي أصبحت بمثابة نوافذ لعرض أفكار بعض الملحدين، وجذب العديد من المتابعين لها.
    6. التغيرات السياسية المتسارعة: فالشباب المصري لم يعرف لعقود طويلة أي خبرات أو مجالات لممارسة مفهوم الحرية والديمقراطية، ويرى الدكتور يحيى الرخاوي أن "انهيار العديد من المؤسسات، وسقوط مفهوم الدولة الأمنية بالصورة التي حدثت في 28 يناير 2011، وما تلاها من انهيارات أخرى؛ فجّر كل أشكال الرفض للسيطرة والاستحواذ والقمع، وفتح الشباب لقطاعات كبيرة كانت مهمشة من التعبير عن نفسها، سواء التيارات اليمينية أو اليسارية".
    ثالثًا- كيف يُفكر الملحدون في مصر؟
    استنادًا إلى تحليل محتوى منشورات عدد من الملحدين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، يُمكن إجمال أهم اتجاهات تفكير الملحدين في مصر فيما يلي:
    1. تباين الاعتقاد: قد يعتقد البعضُ أن الملحدين في مصر يتبنون نمطًا فكريًّا موحدًا، ويتفقون في قناعاتهم فيما يتعلق بموقفهم من الدين؛ إلا أن هناك تباينات عدة في أفكار وقناعات بعضهم نحو الدين، فغالبًا ما يسلك شباب الملحدين في مصر واحدًا من ثلاثة مناحٍ رئيسية في الاعتقاد الديني، تشمل:
    - الإلحاد: والذي يعني إنكارًا مطلقًا لوجود الإله، وبعض الملحدين يكتفون بعدم الإيمان به.
    - اللا أدرية: وهو اتجاه فلسفي يتبناه العديد من الملحدين في مصر، ويرى أن قضايا وجود الله أو الذات الإلهية بالنسبة لهم موضوع غامض كلية، ولا يمكن تحديده في الحياة الطبيعية للإنسان، أي أن اللا أدري لا ينفي ولا يؤكد وجود الله.
    - اللا دينية: وهي عبارة عن اتجاه فكري يرفض مرجعية الدين في حياة الإنسان، ويؤمن بحق الإنسان في رسم حاضره ومستقبله واختيار مصيره بنفسه دون وصاية دين، أو الالتزام بشريعة دينية، ويرى أن النص الديني هو مجرد نص بشري محض لا ينطوي على قداسة خاصة، ولا يعبر عن الحقيقة المطلقة. ويعتقد اللا دينيون ببشرية الأديان، بغض النظر عن الاعتقاد بفكرة وجود إله أو آلهة أو عدم الاعتقاد بذلك، أي أن اللا ديني هو كل شخص لا ينتمي إلى أي دين، وليس شرطًا أن يكون ملحدًا أو لا أدريًّا، فهناك كثيرون يؤمنون بخالق للكون دون اعتقاد واتباع أي دين (أي قد يكون لا ديني ملحدًا، أو لا ديني مؤمنًا بالله).
    2. تقديس العقل: يصل إيمان الملحدين بالعلم إلى حد الاعتقاد (المكافئ للدين)، فهم يعتمدون في الغالب على النظريات العملية كبديل للعقيدة، والمتأمل لمناقشات الملحدين وصفحاتهم على مواقع التوصل الاجتماعي لا بد وأن يلاحظ ذلك بوضوح، ففي بيان نشره محرر صفحة "ملحد وأفتخر" بعنوان: عندما يحكم الملحدون العالم، قال: "سننشر العلم في العالم، وسيكون هو الدين المقدس"، وهناك أيضًا واحدة من الصفحات التي أطلقتها مجموعة من الملحدين بعنوان "نظرية التطور" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، والتي تتضمن تقديسًا للنظرية التي تستعين بها شريحة عريضة من الملحدين في مصر والعالم في فهم وتفسير وتفنيد أصل الوجود الإنساني بعيدًا عن الدين.
    3. الفخر الزائد: تتضمن تدوينات بعض الملحدين على مواقع التواصل الاجتماعي فخرًا قد يصل في بعض الأحيان حد الغرور؛ حيث يتبنى العديدُ منهم اعتقادات تُصوِّر لهم أنهم الأكثر علمًا وذكاء وفهمًا للعالم.
    4. التأرجح بين الراديكالية والحرية المطلقة: على الرغم من إيمان الملحدين بالحرية المطلقة؛ فإن المفاهيم والقناعات التي يتبناها الملحدون، سواء كانت دينية أم اجتماعية أم سياسية، تتسم بالتطرف والتشدد، فعلى النقيض مما هو متوقع تفتقر صفحاتهم للمرونة في تقبل النقاش والنقد حول قناعاتهم ومواقفهم من مختلف القضايا وليس فقط القضايا الدينية.
    5. القراءات التاريخية والثقافية الدقيقة، والتي يتم توظيفها في مواضع معينة، واستعارة البراهين من بعضها لإثبات قناعات شخصية، أو تفنيد ونقد أفكار وقناعات الآخر، خاصةً فيما يتعلق بالدين.
    6. الاستعانة بسلاح السخرية؛ حيث تتم الاستعانة بشخصيات وتصريحات بعض الشيوخ في الهجوم على العقيدة الإسلامية، واستخدام تصريحاتهم كأداة للسخرية والبرهنة على صحة أفكارهم، وغالبًا ما يتم إجراء مقارنات بين هؤلاء الشيوخ، وبين عدد من العلماء الملحدين الذين حققوا إنجازات ونجاحات في مجالات عملهم.
    رابعًا- مطالب الملحدين في مصر:
    شهد عام 2009 أول ظهور جماعي معلن للملحدين في مصر على الإنترنت؛ حيث صدر أول بيانٍ للملحدين في مصر، والذي تضمن ما يُشبه "دستورًا للملحدين"، وعلى مدار عدة أسابيع لم يُشارك في مناقشة البيان سوى 29 شخصًا فقط، وافق 18 شخصًا منهم (أي 62٪) على البيان، ووافق على أجزاء منه تسعةُ أشخاص (31٪)، بينما رفضه تمامًا شخصان (2٪)، ورغم هذه البداية المتواضعة، فقد تلاها نشاطٌ ملحوظٌ أخذ شكلا تنظيميًّا. فقد أطلقت مجموعات من شباب الملحدين بعد ثورة (25 يناير 2011) مبادرات تتضمن عددًا من المطالب؛ حيث تداولت وسائلُ الإعلام خبر رفض لجنة الخمسين لتعديل الدستور طلبًا من الملحدين للاجتماع مع اللجنة، وعرض مطالبهم. ولم تكن هذه هي المبادرة الأولى، فقد بادر عددٌ من الملحدين بتقديم عريضة للجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى تتضمن مطالبهم، كذلك أنشأ عدد منهم صفحة على فيس بوك بعنوان "أنا ملحد مصري وأريد تمثيلي في دستور بلدي"، وبادروا أيضًا بتقديم عريضة بمطالبهم للسيد رئيس الجمهورية المؤقت في ذلك الوقت عدلي منصور، والتي تضمنت المطالبة بالتزام مصر بما وقّعت عليه من اتفاقيات دولية تضمن لهم حقوقهم، وتتضمن مطالب الملحدين في مصر كما وردت في العريضة التي تم تقديمها لرئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور ما يلي:
    - حرية التجمع، سواء كان ذلك بصورة رسمية أم غير رسمية.
    - إلغاء خانة الديانة من بطاقة الرقم القومي.
    - إلغاء قانون ازدراء الأديان.
    - السماح بالزواج المدني.
    خامسًا- تداعيات الظهور العلني للملحدين:
    تسبب الظهور العلني للملحدين في مصر في صدمةٍ يُمكن أن تُثير العديد من الإشكاليات والأزمات المجتمعية، وتضع الدولة المصرية في مواجهة ثلاث بدائل لردود الفعل تتمثل في:
    - قبول مطالب الملحدين والاعتراف بهم، والذي يُمكن أن يضع الدولة في موقف حرج أمام المجتمع، مما قد يُنذر بوقوع صدامات مجتمعية، خاصةً في ظل اتجاهات معظم المصريين الرافضين لوجود الملحدين. ففي استطلاع رأيٍ أجراه مركز Pew في عام 2013 حول الحرية الدينية على 1798 من الشباب المصري؛ أقر 31% فقط من المصريين بحقوق ذوي الديانات الأخرى في ممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية، أما من قرر هذه الحرية لدى من ينتمون لنفس الديانة فكان 46%، وفي الوقت نفسه قرر حوالي 86% من المصريين تأييدهم للقوانين التي تحكم بالإعدام على كل من يتخلون عن الديانة الإسلامية، واحتلت مصر بهذه النسبة الترتيب الأول بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويرى 94% من المصريين أن من الضروري أن تكون مؤمنًا بالله كشرط لأن يُحكم عليك بأن لديك أخلاقًا وقيمًا جيدة.
    - رفض مطالب الملحدين أو التغاضي عنها: وهو ما قد يضع الدولة المصرية في حرجٍ أمام المجتمع الدولي، بوصفها واحدة من الدول الموقِّعة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي تنص المادة 18 منه على أن "لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته، أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة، وإقامة الشعائر ومراعاتها، سواء أكان ذلك سرًّا أم مع الجماعة"، بالإضافة إلى حرص العديد من الملحدين على الترويج الخارجي لمطالبهم، وما ترتب عليه من ترويج لاضطهاد يُمارس ضدهم في الرأي العام العالمي، وهو ما دفع العديد من الجمعيات الحقوقية خارج مصر لتبني مطالبهم، والدفاع عنهم.
    وخلاصة القول.. لا يمكن القول بأن عدد الملحدين في مصر يتزايد أو يتناقص نظرًا لعدم وجود إحصائيات موثقة وموضوعية يُمكن الاعتماد عليها في هذا الصدد، ولكن يمكن القول إنهم أصبحوا أكثر جرأة في الإعلان عن أنفسهم وأفكارهم بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي. وعند الحديث عن أسباب الإلحاد وعن عقلية الملحد واتجاهاته ورفضه قيم المجتمع، الدينية منها والاجتماعية - فسنجد أن هناك إمكانية أن يتطور هذا الرفض إلى صدامٍ مباشرٍ مع المجتمع قد يخلف أزمة مجتمعية محتملة، وخاصة مع التيارات الأكثر تشددًا.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: صدام اجتماعي : كيف يفكر الملحدون في مصر؟ Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top