728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    Wednesday, July 8, 2015

    جريمة في دار أيتام بـ "إمبابة".. حلق الشعر عقوبة طفلة أكلت "باكو بسكوت" لسد جوعها


    بوابة الاهرام
    أطفال صغار فى عمر الزهور كان الزمن قاسيًا عليهم فحرمهم من الأبوين أو كلاهما، لم يرد أهلهما تحمل تبعة تربيتهم فأودعوهم دار أيتام، آملين أن تكون هذه الدار رحيمة عليهم وتحميهم من غدر الزمان وقسوة الأهل ومجتمعهم الخارجى. 

    هم أطفال صغار طموحاتهم لا تتعدى غرفهم المغلقة التى يعيشون فيها، وإن تجاوزت تصبح خروجة خارج أسوار الدار أو زيارة من أطفال مثلهم يشعرون بهم يجالسونهم ويهبونهم قطعة شيكولاتة أو "باكو بسكوت" أو كيس شيبسى يحمله تلاميذ المدارس لهم فى رحلاتهم إلى دار الأمان التى تقع أمام معهد القلب. 

    بمجرد أن تطرق على الباب الحديدى دار الأمان الذى به فتحة كبيرة تمكن من فى الداخل أن يرى الطارق والتى تذكرك بالممثل الشهير علي الشريف أو عم بكرى حارس المدرسة الصعيدي الذي يختفي هربًا من الثأر في فيلم "الإنسان يعيش مره واحدة". 

    حين تدخل الدار تشعر بأنك داخل لدار للأحداث بداية من الباب الحديدى والتكتم الشديد من بعض العاملات عن موعد زيارة مديرة الدار أو رقم تليفونها للاتصال بها.. الدار واحدة من الدور التى انتهكت آدمية وحقوق أطفال أيتام.. لم تمنحهم الود والعطف أو الحنان أو حتى الهدايا التى يجلبها تلاميذ المدارس لهم فى زياراتهم. 

    أما إذا تجرأت إحدى البنات الأيتام وأخذت باكو بسكوت فجزاؤها حلق شعرها لفعلتها النكراء فى اعتقاد مشرفى الدار.. هذه ليست قصة فيلم أو جزء من مسلسل "نحن نزرع الشوك"، لكنه واقع مرير يعيشه الأطقال الأيتام بدار الأمان وهو ما رصده طلبة إحدى المدارس التجريبية فى زيارتهم للدار التى لم تكن هى الأولى فقد اعتادت المدرسة أن تزور الدار كما حدث العام الماضى، حيث اصطحب الأطفال معهم فى زيارتهم الهدايا واللعب وما جادوا به ليدخلوا الفرحة على أقرانهم من أطفال الدار. 

    وكما يقول الطالب عبدالله إمام الذى كان شاهدا على ما حدث والذى لم يختلف كثيرًا عن العام الماضي، من انتهاك لآدمية هؤلاء الأطفال الأيتام، والكلام لأمينة مكتبة المدرسة التى اصطحبت تلاميذ المدرسة العام الماضى وهذا العام أيضًا التى "ذكرت أن هناك بنات أيتام من الدار تم قص شعرهن تمامًا كنوع من العقاب وأن هؤلاء البنات السنة دي شعرهن بدأ يطول لكن هناك بنات تانيين حصل لهم نفس الشيء". ورغم ذلك تم اصطحاب التلاميذ إلى نفس الدار هذا العام. 

    ويستولى المشرفون على الدار على ما يجلبه تلاميذ المدرسة من هدايا ولم يكتفوا بذلك بل إنهم يعاملون الأطفال الأيتام بطريقة سيئة واكتفت أمينة المكتبة بالسكوت ولم تبلغ عما رأته من تجاوزات العام الماضى وأعطت فرصة لهؤلاء المشرفين أن يستغلوا تلاميذ المدرسة وتعرضهم لهذا الإحساس المرير. 

    وهناك تلميذة اسمها يمني أحمد طارق في أولي إعدادى شاهدت تلاميذ يقومون بتوزيع حلويات تقول "كان فيه بنت تقريبا اسمها مريم طلبت أن يعطونها من الحلاوة دي اتنين عشان أختها في المدرسة... المشرفات زعقوا لها وضربوها وبعدين البنت خرجت لهم لابسة عباية وطرحة والبنات بتوعنا استغربوا. 

    وتقول: وبعد شوية ماخدتش بالها ورفعت كم العباية لقوا دراعها أحمر من كتر الضرب..البنت دي عندها 14 سنة" على حسب كلام يمني التى قالت إن البنات اشتكوا لهن كتيرا من سوء المعاملة لكن أمام المشرفات كانوا بيقولوا الكلام اللي هم حافظينه. 

    ويقول المستشار أسامة صابر عبد المجيد، رئيس جمعية إدارة الأزمات والتنمية، الذى كان متواجدًا أثناء زيارتنا للدار، إن هناك تلفيات فادحة فى الأسقف وجدران غرف الأطفال والإدارة ومطعم النزلاء تحتاج إلى ترميمات سريعة نظرًا لخطورة هذا الأمر على الأطفال مما يُعد مخالفًا لضوابط ومعايير الإنشاءات لمثل هذه الدور. 

    كما أشار عبدالمجيد إلى عدم سماح المشرفين لنا بالتحدث مع الأطفال أو الإدلاء بأى إجابات عن الأسئلة التى كنا بصدد طرحها عليهم للاطمئنان على حالتهم الصحية والنفسية، الأمر الذى شابه عدم الثقة والارتياح من قبل الوفد الزائر، ويٌعد مخالفًا للعادات المتعارف عليها فى مثل هذه الحالات إلى جانب اصطحاب المشرفين لنا فى كافة الأماكن التى كنا نتجول بها داخل الدار. 

    واختتم صابر كلامه أن الدار تركت لمجموعة من المشرفين غير المؤهلين على التعامل مع الزائرين وافتقار التوجيه الجيد والتوعية التربوية والثقافية لديهم إلى جانب تغيب المسئولين متمثلة فى "مدير الدار – الباحثين الاجتماعين – العلاقات العامة – الخبراء النفسيين " والذى يخلف عن ذلك فوضى فى التعامل وصعوبة التواصل مع الأطفال. 

    هذا نموذج لما يحدث فى دور الأيتام الذي يذكرننا بحدث العام الماضى بدار مكة للأيتام وتعذيب مشرف الدار للأطفال أما أطفال دار الأمان فيعاقبون بقص الشعر والضرب من أجل باكو بسكوت، يسد جوعهن.. فلا تلوموا إلا أنفسكم إن أصبحوا يومًا ما حين يشبوا كبارًا أن يكرهوا مجتمعهم أو نحولهم لبلطجية وإرهابيين بتصرفاتنا. 

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: جريمة في دار أيتام بـ "إمبابة".. حلق الشعر عقوبة طفلة أكلت "باكو بسكوت" لسد جوعها Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top