728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    Thursday, July 23, 2015

    فاروق ملك مصر يتحدث عن يوليو 52



    1) يقول فاروق الأول في حديثه للصحفي نورمان برايس في العام 1953 ( أدركت أن قصر المنتزه أصبح هدفا للطائرات ويتحتم مغادرته على الفور ، إضافة إلى قناعتى بأنه إذا كان 
    الملك فاروق في مؤتمر صحفي بغرنسا عام 1955
    ن قدرى أن أموت بالرصاص فأنا افضل أن يكون ذلك فى الإسكندرية ، فلم أكن أريد أية شائعات بعد موتى بأننى انتحرت . و هكذا قطعنا المسافة بين المنتزة و قصر رأس التين بأقصى سرعة هروبا من الدبابات والعربات المصفحة ، كنت أريد أن يعبر ابنى هذه الشوارع حيا ، وليحدث ما يحدث بعد ذلك ، فجلست و توليت قيادة العربة بنفسى و إلى جانبى طيارى الخاص حسن عاكف مسلحا بمدفع رشاش ، و فى الخلف جلست ناريمان و ابنى و المربية الإنجليزية "ان تشير سايد" و نجحت فى تفادى دورية صادفتنا و انحرفت بالسيارة سريعا و وصلنا قصر رأس التين . كان من الصعب جدا آنذاك استيعاب فكرة استيلاء حفنة من المتمردين على الجيش بأكمله ، و كان من الصعب على أيضا إعطاء أوامر بإطلاق النار على رجال يرتدون نفس الزى الرسمى الذى أرتديه ، و هكذا وقفت فى الشرفة مترددا ، و بهذا التردد ارتكبت خطأ كاد أن يكون قاتلا لأننى سمحت للمتمردين بالدخول إلى الدائرة الخارجية لدفاعاتنا و التقدم لمسافة مائة و خمسين مترا ، و فجأة و دون تحذير و من الخلف أطلق ضابطان النار من مدفع رشاش صغير ، و من المعلوم عسكريا أن الإنسان لايستطيع رؤية وميض المدفع الرشاش إلا إذا كانت فوهته موجهة إليه مباشرة ، فرأيت هذا الوميض المباغت ، فأمسكت ناريمان من شعرها و جذبتها على الأرض حتى شعرت أن أحجار المبنى تكاد تهوى فوقنا ، و فجأة أطلق أحد حراسى صيحة ألم إثر إصابته بطلقة أدمته و أعجزته ، و ما أن رأيت هذا المشهد حتى أصابنى الرعب و الهلع على بناتي ، فانبطحت أنا و ناريمان أرضا ثم زحفنا إلى الخلف و قد بدت ناريمان شاحبة الوجه شعثاء الشعر من أثر التراب المتساقط فوقها من الحائط المتهالك ، و حمدت الله أن بناتى مازلن أحياء ينطلقن كالأرانب البرية ، لكنهن لم يبكين أو يبدين أى علامة من علامات الخوف إلا بعد انتهاء المعركة و اكتشافهن أن كلابهن و فرس فريال العربى قد قتلوا بواسطة رجال نجيب بلا أدنى مشاعر إنسانية ، فكان لابد من تبادل النيران ، و قد أظهرت فرقتى السودانية مهارة فائقة لم أشاهدها فى حياتى ، و حانت الفرصة و أصبحت فى وضع يتيح لى تصويب مسدسى نحو رجال نجيب ، فأنا حاصل على الشهادة الدولية لأساتذة الرماية و لكن نفسى لم تطاوعنى بالقتل ، و لكنى أصبت رجلا فى ساقه ، و أحد حاملى المدافع الرشاشة فى كتفه لكنها كانت عملية مقززة لم أسعد بها ، و سرعان ماتطورت الأمور فحاصرتنا قواتهم و قطعت خطوط التليفونات فى سنترال الإسكندرية و لم يعرفوا مثل البريطانيين عندما حاصروا قصرى عام 1942 أننى أحتفظ دائما بخطى تليفون سريين لمثل هذه الطوارىء ، و على الفور بدأت بالاتصال بعلى ماهر رئيس الوزراء و أخبرته بما حدث فأصابته الدهشة و القلق حيث فوجئ بتطور الأحداث ، و خاصة أن رجال نجيب لم يخبروه بنواياهم فى الهجوم على القصر ، و طلبت منه أن يفعل أى شىء إيجابى ، و أسرعت بالاتصال من جانبى بسفير الولايات المتحده "كافرى" و شرحت له الأحداث بصورة موجزة و طلبت منه تكريس كل جهوده و نفوذه لإنقاذ حياتي و حياة عائلتى ، فطمأننى بقوله : أنه سيقيم الدنيا و يقعدها فى سبيل تحقيق طلبى لكنه أضاف : قد يأخذ الأمر بعض الوقت فعليك أن تكافح بنفسك حتى لايباغتك الوقت . فى تلك اللحظات العصيبة راودتنى أيضا فكرة الاتصال بالإنجليز لكننى أحجمت على الرغم من وعود ويليام سلم بإمكانية الاعتماد على معاونته فى حالة وقوع مشكلات و مخاطر شخصية إضافة إلي أن قواتهم كانت قريبة بصورة تمكنها من التدخل الفورى ، إلا أننى أقلعت عن فكرة الاستعانة بالإنجليز نهائيا ، و لم أجد لدى أى رغبة فى إنقاذ حياتى على أسنة القوات الأجنبية على مرأى من شعبى ، و كان التدخل الدبلوماسى هو الحل الوحيد أمامى . )
     و في قرابة الواحدة بعد الظهر جاءني سليمان حافظ حزيناً متأثراً معه أوراق التنازل عن العرش و بتهدج شديد قال لي : فلتلتمس لي العذر يا مولاي و ليسامحني الله كنت أتمنى أن أطلق النار على نفسي و لا أحضر هذه الأوراق إليك .. إنه سليمان حافظ ذلك التمساح الذى توسل إلى أن أخبره بأى طلبات أو إذا كان بمقدوره أن يفعل شيئا من أجلى فى ذلك الوقت الحرج كالاتصال بأحد الأصدقاء فشكرته و طلبت منه رجاءا آخر يتعلق بتأمين الحكومة الجديدة لوضع ابنى ، و وقعت التنازل و أعدته إليه و دموعه الحارة تغالبه ، و فيما بعد علمت أنه عين نائبا لرئيس الوزراء ، أما الهدف من تعاطفه و دموع التماسيح التى شاهدتها فكانت من أجل معرفة أسماء أصدقائى الذين قد يشكلون نواة لمقاومة المتمردين ، و أنا بكل تأكيد أشيد بقدراته التمثيلية لكننى لا أستطيع الثناء على أخلاقياته ، ما أكثر الأقاويل التى ارتبطت باللحظات الأخيرة ، فقيل أننى رقيت نجيب فى محاولة لعقد صفقة لإنقاذ حياتى و عرشى ، و لكن الحقيقة أن نجيب تمت ترقيته بشكل رسمى قبل الانقلاب بثلاثة أيام حين أحضر على ماهر خطابا من أربع صفحات كتبه نجيب بنفسه متضمنا عشرة مطالب أولها تعزيز موقف على ماهر رئيس الوزراء ، و كان يسعدنى ذلك لأنه رجل فاضل ، و ثانيها ترقية نجيب إلى رتبة فريق فلم أمانع حيث أنه قد تولى قيادة الجيش فعلا ، أما المطالب الثمانية الأخرى فكانت تتعلق بمرتبات و ترقيات كبار المتآمرين و تنحية بعض المسئولين فى قصرى و كان منهم الصالح و الطالح و فى نهاية الأمر وافقت علي المطالب كلها ، و لكن بعد مغادرتى مصر أعلن نجيب أنه لم يقبل الرتبة التى عرضتها عليه ، و الحقيقة أنه طلب الترقية و قبل أن تطلق رصاصة واحدة و خطابه المكتوب بخط يده فى أربع صفحات يمكن إظهاره إذا كان الأمر ضروريا . )
    جاءت والدة ناريمان و أختاي فوزية و فائزة و زوجاهما لوداعي بينما كانت أختي فائقة في هلسنكي مع زوجها الذي كان يمثل مصر في الألعاب الأوليمبية ، و علمت من على ماهر أنه سيصل فى تمام الساعة الخامسة بصحبة السفير الأمريكى و محمد نجيب للوداع الأخير ، و لكننى لاحظت أن نجيب منذ تلك اللحظة يحاول جاهدا أن ينكر أنه طلب وداعى بل إنه يظهر الأمر كما لو كنت أنا الذى صممت على هذا الوداع كشرط من شروط توقيع تنازلى عن العرش ، و أجد نفسى عاجزا عن الفهم ، فلماذا يخجل نجيب من أمر يمكن أن يقبله العالم منه كسلوك راق و مصافحة الرجل الذى أزاحه عن عرشة ؟! و فى ذلك اليوم العصيب و فى تلك اللحظات الحرجة خاطبت السفير الأمريكي بقولى : آمل ألا أكون قد تسببت لك فى بعض المتاعب مع حكومتك بسبب هذه الأحداث التى فرضت نفسها صباح اليوم ؟ فأجاب : صدقنى يا مولاى إن حكومتى معنية جدا بسلامتك و تبارك كل خطواتى المتعلقة بهذا الأمر فشعرت بالارتياح و وعدنى على ماهر الذى كان على وشك البقاء معى مرة ثانية قائلا : أعدك بأننى سأتحمل كل إساءة أو إهانة إلى أقصى درجة أستطيع تحملها إذا كان ذلك من شأنه مصلحة النظام الملكى فشكرته و كنت أعلم أنه يعنى ما يقول بصدق . )
    بعد أن أبحرت المحروسة طلبت فرقتي السودانية التي كانت تتولي حراستي السفر و العودة إلى بلادهم و بمجرد ابتعاد السفينة عن المياه الإقليمية قاموا جميعا بإلقاء أسلحتهم في البحر و أقسموا أن بنادقهم التي كانت تحمى الملك يجب ألا تستخدم ضده .. أتمنى ألا تنشب أي خلافات بين مصر و السودان على مياه النيل فالمواطن الأوروبي لا يعلم أن مصر قد تتأثر بشدة إذا نجح أي عدو في غزو السودان و أغلق مياه النيل أو أقام سدا على ضفافه . من هنا كان حرصنا الدائم على التآخى و التعاون الدائم بين البلدين ككيان إمبراطورى واحد .. آمل ألا يعرضنا أصحاب السلطة في مصر الآن إلى أية مخاطر مع السودان من أجل البقاء أطول فترة ممكنة في السلطة . )
    تابعونا علي مدار اليوم للتعرف علي باقي أحداث يوم 23 يوليو حتي 26 يوليو 1952 علي لسان الملك فاروق الأول .
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: فاروق ملك مصر يتحدث عن يوليو 52 Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top