728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    Friday, February 27, 2015

    محمود - لا مؤاخذة - الكردوسى!!ـ


    د/ حازم حسني
    لا يمل السيد محمود الكردوسى من لعب دور الغجرية التى تحاول بكل أدوات الإسفاف والابتزاز والقدرة على التشهير أن تفرض إرادتها على جيرانها!! ... فاجأنا اليوم بمقال عنوانه: "ليليان - لا مؤاخذة - داوود: الغازيّة لازم ترحل"!! ... العنوان كله من أوله لآخره هو نموذج للإسفاف الإعلامى الذى مازال البعض يراهن على قدرته على تغطية عورات نظام مرتبك سيأتيه الخطر من حيث يحسب أنه مأمنه!!ـ
    تعبير "لا مؤاخذة" الذى لجأ إليه السيد الكردوسى لم يكن تعبيراً زائداً، فقد أخذ الرجل يعاير ليليان باسمها "داوود"، بل واتهمها بسبب هذا الاسم، وبسبب شكل أنفها، بأنها صهيونية تسعى لهدم جيش مصر ولهدم الدولة المصرية فى إطار ما يعتبره السيد الكردوسى "مؤامرة 25 يناير"، ويريد بمنطق "خالة فرنسا" أن يردعنا عن مخالفته هذا الرأى!!ـ
    لا أعرف بماذا يشعر المصريون ممن يحملون اسم "داوود" - أو أسماء "سليمان" و"يعقوب" وغيرهما - أمام منطق الغجرية التى تجيد الردح أكثر مما تجيد التفكير؟! ولا أعرف ماذا كان سيقول السيد الكردوسى لو أن ليليان كانت تحمل اسم "إسرائيل"، الذى هو بالمناسبة الاسم الدينى ليعقوب النبى؟! بالمناسبة أيضاً، هناك مصريون يحملون اسم "إسرائيل" هذا بمدلوله الدينى لا بمدلوله الجيوسياسى، هذا لو كان السيد الكردوسى ممن يعلمون!!
    أخذ السيد الكردوسى يعير ليليان بأصولها الشامية التى لا تجيز لها - من وجهة نظره - أن تدير حواراً أو أن تبدى رأياً فى الشأن المصرى الذى لم ينفصل يوماً عن الشأن العام للمنطقة، اللهم إلا إذا كان السيد الكردوسى يعتبر أن مصر دولة محلية مغلقة على نفسها ولا يجوز لأحد أن يلتفت إليها اصلاً!! ... على حد علمى فإن الذى قتل كليبر كان شامياً، واسمه سليمان "الحلبى"، إن كان السيد الكردوسى يجهل هذا!! ... وعلى حد علمى أيضاً فإن الشهيد "جول جمّال"، الذى تطوع بالبحرية المصرية عام 1956 بعد أن تخرج من الكلية البحرية المصرية، كان شامياً، ينحدر من أسرة لاذقية مسيحية، وكان لمعرفته باللغة الفرنسية أثر كبير فى رفع كفاءة استطلاع تحركات ونوايا الأسطول الفرنسى بالبحر المتوسط!! ... على حد علمى أيضاً أن الشيخ العز بن عبد السلام، الذى كان له أكبر الأثر فى شحذ الهمم فى مصر لمواجهة التتار، كان من أصول مغاربية، وأنه ولد وتربى وتلقى العلم بدمشق!! ,,, هل يكفى هذا؟ أم يحتاج السيد الكردوسى لمزيد من الأمثلة عن أن مصر ليست دولة مغلقة على نفسها، وأنه لا يشين ليليان ولا غيرها أنها من أصول شامية، وأن مصر "الحضارية" لم تتمايز عن غيرها من الأمم يوماً بنقاء عرقها وإنما بنموذجها الحضارى التعددى الأكثر قدرة على استيعاب كل الوافدين إليها؟!
    على حد علمى أيضاً فإن ليليان لم تنطق بكلمة فيها مساس بالجيش المصرى، ولا بكلمة تسئ لمصر الأمة والدولة ... نقد ليليان كان لممارسات تراها أخطاءً جسيمة يرتكبها السيسى فى حق نفسه أولاً قبل أن تكون فى حق نظامه وفى حق شعبه الذى يقرر مصيرُه (بضم الراء) مصير كل شعوب المنطقة (بفتح الراء)!! ... مصر ليست هى السيسى، والسيسى ليس هو الجيش المصرى! ... خلط الأوراق لإيذاء الخصوم هو الذى سيؤذى مصر وسيؤذى جيشها إن هو استمر فيه البهاليل والموتورون فى مسعاهم الأحمق أكثر من هذا!!ـ
    نأتى لاستهجان السيد الكردوسى دفاع ليليان عن الشباب الذى زجه النظام فى السجون، بل استصدر له النظام القوانين التى يحكم القضاء بموجبها على هذا الشباب بأقسى عقوبة، الأمر الذى يبدو على تناقض صارخ مع أحكام البراءة التى حصل عليها مبارك وكل أركان نظامه الذى أفسد مصر كما لم يفسدها أى نظام آخر! ... حتى المماليك - الذين كانوا فى الأصل عبيداً - لم ينبطحوا بمصر كما انبطح بها مبارك، ودافعوا عنها وعن مكانتها كما يدافع الرجال!!ـ
    يبدو لى - ولكل صاحب عقل - أن السيد الكردوسى، وهو يتصرف مع ليليان بعقلية الغجرية التى تسعى لأن تتسيد جيرانها بكل حيل التدليس اللفظى، إنما افتقر تماماً لأى درجة من درجات الفهم للتاريخ بما يمكنه من التمييز بين روعة الحدث التاريخى وبين أخطاء المسار الذى سار بنا فيه المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وكان من بين أعضائه نفس الرجل الذى يعتبره الكردوسى محصناً ضد النقد!! ... بطبيعة الأحوال، فإن الكل يمكنه أن يخطئ، والاعتراف بالخطأ - وحتى بالخطيئة - هو فى كل الأحوال فضيلة! ... ربما أخطأ جيل الشباب، وربما لم يمتلك حكمة الشيوخ وهم يعبرون عن احتجاجهم، لكن بماذا نفسر افتقار جيل الشيوخ للفطرة السوية التى يتمتع بها الشباب، وبماذا نفسر اتهام ليليان، ولكل ما له علاقة بثورة 25 يناير، بالتآمر على دولة مبارك ... دولة مبارك المتآمر الأول على الأمة المصرية وعلى دولتها؟!ـ
    أرجأت حديثى عن أنف ليليان لنهاية حديثى لأنه موضوع الصورة المرفقة ... فقد عير السيد الكردوسى ليليان بشكل أنفها القيصرى ليدمغها بالتآمر لحساب مخططات صهيونية! ... أكره أن أعرض صورالمومياوات، لذا أكتفى بالصورة المرفقة وهى لتمثال لرمسيس الثانى نفسه، ويبدو منها شكل أنفه القيصرى الذى عير به السيد الكردوسى ليليان معتبراً إياه دليل إدانتها، بمنطق الردح الذى يجيده أمثال السيد الكردوسى ممن ينتشرون فى إعلامنا الذى يعتبر نفسه "وطنياً"!! ... فهل يمكن للسيد محمود - لا مؤاخذة - الكردوسى أن يتهم رمسيس الثانى بالتآمر على مصر وبضرورة مغادرته البلاد - تاريخاً وجغرافيا - بسبب شكل أنفه؟!ـ
    عفواً يا سيد كردوسى، فإن روح رمسيس الثانى ترفض رحيل صاحبها عن مصر، وتقول لك ‫#‏ليليان_يجب_أن_تبقى‬، فهى لم تسئ للشخصية الحضارية المصرية كما أسأت أنت إليها، ومع ذلك فنحن لم نطلب منك الرحيلا ... ولو إلى حين!!ـ
    ===================
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: محمود - لا مؤاخذة - الكردوسى!!ـ Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top