ما الذي يدفع صحيفة إلى أن تضع نفسها في مواجهة مافيا عالمية سوى الحق؟!.. كان هذا السؤال هو الذي طرحناه على أنفسنا، ونحن نقدم لك هذا الانفراد العالمي رغم الضغوط والملاحقات والتهديدات التي تلقيناها.. ويقول الحكماء إن الإنسان يعيش مرة واحدة.. فإما أن يعيشها محترمًا.. أو يرقص على جثة الأخلاق والشجاعة.. ونحن نقول إن الصحف تحقق مكانتها ونجاحها بالتأثير والمصداقية وكشف المسكوت عنه.. فكيف نخضع للضغوط، ونخفي الحقيقة عن قارئ يضع ثقته فينا كل صباح؟!.. ربما كان هذا المفهوم هو السبب وراء اختيار صحيفة "الوطن" المصرية ضمن 6 صحف ومحطات تلفزيونية في كشف نهب ثروات في حسابات سرية ببنك "HSBC" العالمي بسويسرا.. وربما كان ذلك أيضًا سببًا في إسناد الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية وصحيفة "لوموند" الفرنسية مهمة التحقيق في القضية للزميل الصحفي النابة هشام علام، ضمن نخبة من الصحفيين العالميين الذين عملوا في سرية على مدى 7 أشهر كاملة للوصول إلى الحسابات السرية في البنك لشخصيات ومسؤولين ووزراء سابقين وملوك ورؤساء وعائلاتهم ورجال أعمال تعمدوا إخفاء ثرواتهم الضخمة في هذا البنك.. فما بالنا بالبنوك السويسرية الأخرى؟!.
لن تقرأ هذه الحقائق المذهلة إلا في "الوطن"، فهي الصحيفة العربية الوحيدة التي حققت، وتنفرد بعدة حلقات تتضمن معلومات وأرقام ومستندات وأسماء تنشر للمرة الأولى.. ولكننا نطالبك – عزيزي القارئ – بأن تفكر قليلًا في حجم أموالنا المهربة للخارج، بعد أن تعرف أن الحسابات السرية للمصريين – سواء كانوا مسؤولين سابقين أو رجال أعمال – في بنك واحد بسويسرا "HSBC" تبلغ طبقًا للمستندات الرسمية التي حصلنا عليها 3.5 مليار دولار أمريكي، أي ما يزيد على 26 مليار جنيه مصري!!.. نعم 26 مليار جنيه في بنك واحد.. ومع ذلك لم نستطع استرداد "جنيه واحد" على مدى 4 سنوات كاملة بعد ثورة 25 يناير 2011!.. هذا بلاغ لك أنت عزيزي القارئ.. وهذا أيضًا ثمرة جهد.