Amr Abdelrahman
أردوجان القرطاس فقد اﻷغلبية البرلمانية وحزبه محكوم عليه يبقى جزء من حكومة إئتﻻفية للمرة اﻷولى من 2002... وبكده تتعطل أحﻻمه إلى حين قد يطول في تعديل الدستور والحكم منفردا في نظام رئاسي تقليدي يناسب طموحاته المخبولة... وحزب الشعوب الكردي اليساري يدخل البرلمان للمرة اﻷولى...
اللي جاى لسة مش واضح ومش بالضرورة يكون أفضل... وطبعا ﻻ مجال لمقارنة حكم أردوجان السلطوي المنتخب باﻻستبداد القح والكﻻسيكي اللي احنا عايشين في ظله... ولكن أنا سعيد سعادة غامرة بهذه الصفعة الموجهة شعبيا لهذا الرجل وكل ما يمثله...
أردوجان هذا بسلطويته ورجعيته المتغطرسة وسياسته اﻹقليمية المدمرة هو واحد من أكبر اﻹهانات اللي اتوجهت للديمقراطية في الفترة اﻷخيرة... وكان مسئول بشكل مباشر عبر صﻻته الشخصية أو بصورة غير مباشرة عبر تجربة حزبه في الحكم عن حالة الخبل اللي أصابت اﻹخوان ومحاسيبهم وعن تفريغ أي كﻻم عن الديمقراطية في منطقتنا من معناه وتحويلها لمجرد صورة من صور طغيان اﻷغلبية المرضي عنها من قبل المراكز الرأسمالية طالما ظلت على إخﻻصها لمسار النمو الرأسمالي... هذا الشخص الرقيع هو في الحقيقة بحد ذاته أنجح دعاية ضد الديمقراطية مثله مثل بيرلسكوني ونتنياهو...
مرة تانية القادم ليس أفضل بالضرورة ولكن لعلها تكون مناسبة تدعونا للتفكير والتأمل فيما روجه الكثير منا تأثرا بالرأي الغالب في مراكز اﻷبحاث الغربية -إما عن جهل وإما عن تبسيط مخل وإما عن انتهازية- عن تجربة تركيا تحت حكم أردوجان كنموذج للعالم العربي...
أما بخصوص أنصار الشرعية فقد حانت اﻵن معزوفة "الشعب التركي صوت ضد اﻹسﻻم واختار اﻹلحاد"... أو ممكن نسمع معزوفة "اﻹعﻻم يتﻻعب بالعقول بالتحالف مع العلويين" أو ياريت بما إننا في موسم الحديث عن القوة الناعمة نسمع طقطوقة "اﻻنقﻻب العسكري العلماني الناعم على الديمقراطية"... الميكروفون معاكم يا جماعة متحرموناش والنبي!