728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    Monday, June 8, 2015

    لماذا يريد الإخوان هزيمة أردوغان فى الانتخابات البرلمانية التركية؟


    حبس الإخوان أنفاسهم اليوم.. بينما كان نفر من قادتهم يمنّى نفسه بأن تمنحه السماء جائزة مجانية لتنزل خسارة انتخابية، أو على أقل تقدير، مكاسب محدودة، على حزب العدالة والتنمية التركى وزعيمه، راعى الجماعة الأول حول العالم، رجب طيب أردوغان.
    اكتساح «العدالة والتنمية» سيمنح زعيم الأناضول سلطات مطلقة فى الحكم ومبررًا للتخلى عن الجماعة

    أردوغان استخدم ورقة الإخوان و«رابعة» للتغطية على فساد إدارته

    السعودية تضغط على أنقرة والقاهرة لإتمام مصالحة بينهما.. والرئيس التركى لا يمانع
    وفيما تابع آلاف الإخوان من أصحاب الرؤية القصيرة القاصرة الساذجة، الانتخابات البرلمانية التركية، بمنطق المشجعين المهللين، لفوز عريض محتمل للحليف العثمانى، فإن حالة القلق لدى قادة التنظيم والعالمين ببواطن الأمور فيه، قد تجاوزت كل الحدود، خشية اكتساح حزب أردوغان للانتخابات منفردًا بأغلبية تفوق الثلثين، بما يتيح له تعديل الدستور التركى، دون الحاجة إلى استفتاء عام، ومن ثم يتمكن من تحويل الدولة من النظام البرلمانى إلى الرئاسى، ويترسخ نفوذه أكثر فأكثر فى السلطة، وساعتها قد لا يحتاج قضية تتشح زورًا بثوب إنسانى كـ"قمع الإخوان ف مصر" للمتاجرة بها إعلاميًا وشعبيًا، للتغطية على فساد إدارته وديكتاتوريته الداخلية.
    لو فاز "العدالة والتنمية" بالقاضية فى الانتخابات البرلمانية، لن يمر صيف 2015، من دون أن يطرد التنظيم من جنة الأناضول، أو على أقل تقدير سيصل الدعم التركى الأردوغانى له، إلى أدنى مستوى ممكن. فغالبية التقديرات تؤشر إلى أن الدعم التركى للإخوان حاليًّا، ليس شيكًا على بياض، بينما لن يكون مضمونًا على طول الخط، بخاصة أن الحسابات الإقليمية، وفى قلبها الحسابات السعودية، المتخوفة من تصاعد النفوذ الإيرانى فى المنطقة، والمحاصرة بمخاطر الحوثيين فى اليمن، ونفوذ الملالى فى سوريا ولبنان وغزة، ترى أن مسألة الشقاق المصرى التركى، جراء الإطاحة بالإخوان وحكم محمد مرسى، لن يفيد الحلف "السُنّى" الذى تريد تأسيسه بقيادة القاهرة وأنقرة إلى جانبها.
    معلومات متناثرة عدة تتحدث عن أن الرياض، تحت قيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، تسعى جديًا لمصالحة مصرية تركية، وصولًا إلى مصالحة مصرية مع حماس، ومصالحة مصرية مع الإخوان. إذ إن المملكة ترى فى الإخوان بديلًا مناسبًا لكل الجماعات المناوئة لها فى البلدان ذات الأهمية بالنسبة إليها، وعليه فهى تجهز أنصار الجماعة لإرث السلطة بدلًا من الحوثيين فى اليمن، والأهم للصعود إلى كرسى حكم بشار فى سوريا.
    صحيح أن مصر لا تزال تتحفظ على ذلك، وربما تعترض صراحة ولن تقبل بتلك الفرضية التى تريدها السعودية، إلا أن كل شىء وراد فى السياسة، وعليه لا يستبعد أن يحدث تقارب مصرى تركى فى المستقبل القريب ولو على جثة الإخوان، وتحديدًا لأن أردوغان لن يكون فى حاجة للتصعيد بمسألة التنظيم و"رابعة" إذا ما انفض مولد الانتخابات البرلمانية بالجائزة التى يتمناها.
    ولعل أردوغان يتحسب لذلك اليوم الذى يصبح فيه الإخوان عبئًا عليه، وعليه سربت مصادر إخوانية عدة متطابقة، قبل أشهر، تفاصيل لقاء جمع الرئيس التركى بعدد من رموز التنظيم فى بلاده.. فى ذلك اللقاء كان زعيم الأناضول، الحالم باستعادة إرث الخلافة العثمانية، واضحًا: العلاقات مع مصر لن تكون مرادفًا للقطيعة والعداوة دومًا.. السياسة لا تعرف المواقف والاستراتيجيات القطعية.. للظروف أحكام.
    أردوغان طمأن الإخوان بشأن عدم تخليه عنهم.. لكن ذلك يظل وعدًاغير مضون، إذا ما تم قياسه على وجهة نظره الخاصة بإمكانية التعاطى مع القاهرة بصورة إيجابية مجددًا، رغم كل آيات العداوة التى يمارسها ضدها فى الوقت الحالى.
    إشارات عدة صدرت عن أنقرة فى السنة الماضية، لفتت كذلك إلى أن الاحتواء التركى للإخوان ليس مطلقًا ولن يكون كذلك.. كلام الرئيس التركى نفسه للصحفيين المرافقين له على طائرته، فى رحلته الخاطفة للدوحة، سبتمبر 2014، أنبأ عن تحول ما لافت من جانب أنقرة تجاه الجماعة. قال أردوغان بوضوح وحسم، إنه من الضرورى ألا يمنح لجوء بعض القيادات الإخوانية انطباعًا، أن بلاده تدعم كيانًا سياسيًّا يعمل خارج مصر، كاشفًا عن التدقيق فى قوائم كوادر التنظيم، الذين سينتقلون للإقامة على الأراضى التركية، بحيث لا يتسبب وجود أى منها فى أزمة قانونية دولية، وقطع برفض بلاده استضافة أى شخصية تثير المشكلات القانونية..
    أردوغان أشار أيضًا للصحفيين فيما يشبه التسليم بالواقع، بغض النظر عن حالة الصياح والتطاول المستشرية من جانبه تجاه الرئيس عبدالفتاح السيسى والدولة المصرية، بأن الدولة التركية، تتعامل مع السلطة فى القاهرة، مهما كان توجهها، هذا يعنى أنه حتى ولو هاجم السيسى، أو وصف 30 يونيو بالانقلاب، فإنه سيتعامل مع بلاد النيل حتمًا، كما أن إصراره على الهجوم العلنى على مصر، لا يبدو إلا نوعًا من المساومات، وربما يرتبط أيضًا بطبيعته العصبية، التى لا تسلم بالهزيمة، إلا بعد وقت طويل للغاية.. فى حين لا يستبعد أيضًا، ووفق نظرية المؤامرة، أن يلعب دور المنغص على القاهرة، كخدمة غير مباشرة للعم سام، ناهيك عن احتمالية أن يكون قد استدعى من تحالف الجيش والشعب للإطاحة بمحمد مرسى وإخوانه من قصر الاتحادية، تراث الانقلابات العسكرية التى طالما عانت منها تركيا الحديثة، فيما دفع ثمنها يومًا الأب الروحى لأردوغان، الراحل نجم الدين أربكان..
    إذًا كان أردوغان يريد بتحرشاته اللفظية المتوالية تجاه القاهرة، الإيحاء بأنه يحتضن الجماعة وقادتها الفارين، إلا أن الأوقع أنه يريد استخدامهم لحسابه، بحيث يضحى بهم جميعًا غير مأسوف عليهم إذا اقتضت المصلحة ذلك، أو ربما أن جذوره الإخوانية، وإيديولوجيته الإسلامية، ورغبته فى زعامة الدول والجماعات السُنية، على غرار دولته العثمانية التاريخية، تدفعه للاحتفاظ بهم إلى حين، لكن فى النهاية هم مُستخدمون، لا أصحاب تأثير فى سياسته.
    الخدمة الأكبر التى يقدمها الإخوان حاليًّا لأردوغان، أنهم يمثلون له ساحة نضال، تمنحه "تلميعًا شعبيًّا" مطلوبًا بشدة، بالتوازى مع الانتخابات البرلمانية.
    مبتدا


    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: لماذا يريد الإخوان هزيمة أردوغان فى الانتخابات البرلمانية التركية؟ Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top