728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    Monday, June 22, 2015

    ضابط مخابرات اسقط الاتحاد السوفييتي بدون نقطة دماء !




    كان سلاحا أمضى من أى سلاح. وجاسوسا من أخطر الجواسيس، أسقط إمبراطورية السوفيت النووية،صنعته آلة بيت الحرية الثقافية الأمريكية. 

    لم يكن جاسوسا تقليديا ينقل أسرارا أو يشيع الفتن أو يزرع قنابل موقوتة أو يجند الخلايا النائمة.

    القصة تبدأ حين استطاعت المخابرات الأمريكية اصطياد ضابط مخابرات سوفيتى من جهاز الكى جى بى الرهيب ، لم تدربه على أعمال التجسس المعتادة ، لم تطلب منه شيئا خارقا للعادة يعرضه للخطر، تعهدت له أن سيبقى في أمان، وسيرتقى داخل الإمبراطورية السوفيتية ولن تلاحقه أعين ستالين أو أى من خلفائه فى الحزب الشيوعى السوفيتى.

    أنت فى أمان، وستُحول إليك الأموال إلى حساب سرى، وستكون بعيدا عن أعين قادة السوفيت، وستمر عليك كل القرارات المهمة.

    يقول رواة هذه القصة الغربية التى ظهرت بعد سقوط أول أحجار جدار برلين بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية عام 1989 إن الضابط السوفيتى أمام هذا العرض المغرى لم يفكر طويلا وقرر التعاون، ويقال أيضا إن عيون الكي جي بي لاحقته وشكت فى علاقة مريبة بينه وبين السي آي إيه، لكنها لم تعثر على دليل ارتباط، ومع مرور الوقت دخل هذا الضابط دائرة النسيان، ارتقى في وظيفته، انتقل من مكان إلى مكان بقلب دولة السوفيت العظمى، حتى غاب تماما فى أحداث الصراع البارد بين موسكو وواشنطن.

    هذا الجاسوس لم يرسل مرة برقية بحبر سرى، فلم يعرّض نفسه لخطر فك شفراته الملغومة إلى واشنطن، ولم يسافر إليها حتى فى وفد رسمى، لكنه كان يعمل ليل نهار بجهد أسطورى دون أن تظهر عليه أمارات الغضب من النظام السوفيتى، كان يدافع عن هذا النظام بشراسة، يصرع أعداءه، يتهمهم بأنهم مرتدون عن النظرية الشيوعية، وكان يجعل الرفيق ستالين والرفيق خرتشوف حتى الرفيق الأخير جورباتشوف إلهاً .

    مقالاته باسم مستعار كانت تحتل الصفحة الأولى من صحيفة البرافدا الناطقة باسم الحزب الشيوعى السوفيتى، دفاعه فى المنتديات الثقافية والفكرية تتناقلها الألسن وتحفظ بعض مقاطعها، من فرط نفاقه جعل الرفيق القائد هدية السماء إلى روسيا، وأن روسيا ولدت يوم أن جاءها ستالين ورفاقه من مجلس السوفيت الأعلى.

    كان للرجل مهمة أمريكية واحدة، هى أن يخترق المجتمع الروسى، يتسلل أولا داخل القيادة السوفيتية، يشيد بإنجازاتها، بعدها يصبح من أعمدة النظام حتى ينجح فى أخطر مهمة يقوم بها جاسوس لن يكتشف دوره أحد؛ فماذا كانت المهمة حسب رواة القصة العجيبة؟

    يقال إن هذا الضابط السوفيتى استطاع خلال ثلاثة عقود من الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا أن يقضى على إمبراطورية السوفيت من خلال توظيف أردأ العناصر فى جسم الدولة، فإذا تقدم عشرة موظفين لشغل وظيفة معينة فى مصنع أو جامعة أو مؤسسة عامة كان يختار الأقل كفاءة، والأسوأ خلقا، وبمرور الوقت تحول الاتحاد السوفيتى إلى أرض خربة، أرض مهيأة للانهيار السريع، ساعتها لم تكن أمريكا فى حاجة إلى حرب نووية يروح ضحيتها الملايين من الطرفين، وبخدمات هذا الجاسوس استطاعت أن تحقق نصرا بلا حرب حسب رؤية الرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون.

    نجاح هذه العملية المتقنة جعل واشنطن تكررها فى بلاد أخرى، ومصر على رأس هذه البلاد التى استهدفتها واشنطن، وخلال سنوات طويلة تم وضع الأشخاص غير المناسبين فى الأماكن غير المناسبة، والنتيجة انهيار دولة هى أم الدول فى العالم.

    واشنطن ليست وحدها هنا، فقد شاركتها إسرائيل مستوطنة العالم الأوروبى بفلسطين، ولنتأمل تصريحات مائير دجان رئيس الموساد السابق، وهو يغادر موقعه قائلا: "تطور العمل فى مصر حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979 وأحدثنا اختراقات سياسية وأمنية واقتصادية فى أكثر من موقع، ونجحنا فى تصعيد التوتر والاحتقان الطائفى والاجتماعى لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً ومنقسمة إلى أكثر من شطر، لتعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، ولكى يعجز أى نظام يأتى بعد حسنى مبارك فى معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشى فى هذا البلد.

    شخصيا عرفت ملامح الجاسوس السوفيتى فى كثير، كانوا يمدحون النظام حتى كرهه الناس، وتحملوا فى سبيل تأدية وظيفتهم اللعنات، فكثرة اللعنات تعنى لهم النجاح فى تنفيذ الدور بإتقان.

    (يحدث فى مصرحالياً)
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: ضابط مخابرات اسقط الاتحاد السوفييتي بدون نقطة دماء ! Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top