لقب ب " سابق عصره و سابق جيله "
صاحب الدم الخفيف و الكوميديان في تمثيله ، خفيف في طلته ، مبتكر في أعماله ..
أول واحد في عصره يبتكر و يغني أغنية من غير ما يستعين بالأوركسترا و الآلات الموسيقية، و كان الكورال هو اللحن الأساسي لأغنية " كلمني " .
صاحب أول أغنية " فرانكو أراب " « يا ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻳﺎ ﻣﺼﻄﻔﻰ » ..
أغلب أغاني الأطفال الشهيرة اللي كانت بتتغنالنا و إحنا صغيرين هي من إبتكار محمد فوزي " ماما زمانها جاية " و " ذهب الليل و طلع الفجر " .
حقيقة مرضه فعليا كانت نتيجة قرارات التأميم العشوائية اللي كان من ضمنها شركة " ﻣﺼﺮ ﻓﻮﻥ " أول شركة أسطونات في الشرق الأوسط ( صوت القاهرة للصوتيات و المرئيات حاليا) شركة الأسطوانات اللي أسسها محمد فوزي من مجهوده و فلوسه الخاصة يعني ولا كان من الأقطاعيين و لا أجنبي و لا نهب الفلوس اللي عمل بيها الشركة عشان تتأمم و لا يحصله اللي حصله و نتيجة نجاحها الكبير اللي كان بينافس شركات الأسطوانات الأجنبية اللي أصلا كانت هي المسيطرة في الوقت ده، تم تأميم شركته و بقي موظف فيها بعد ما كان صاحب الشركة و بعدين منعوه من دخولها ! منعوه من دخول ملكيته! ظلم..
ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻢ عمله ﺻﺪﻣﺔ قوية و كبيرة و إحساسه بالظلم اللي اتعرضله ﺃﺛﺮ عليه ﻭﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻪ اللي كانت بتضعف يوم بعد يوم، لحد ما مرض بمرض نادر جدا ﻭﻓﺸﻞ الأطباء ﻓﻲ معرفة ﺍﻟﻤﺮﺽ ، لدرجة إن المرض أتسمي بأسم ''ﻣﺮﺽ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻮﺯﻱ '' ..
-------------------------
المرض زاد جدا عليه لدرجة ان وزنه قل بزيادة عن اللزوم و وصل ﻭﺯﻧﻪ 36 ﻛﻴﻠﻮ !! اللي هو مش وزن حد بالغ و كبير و حس ان النهاية بتقرب , و ان مابقاش فى أمل ; فكتب الرسالة دى :
رسالة محمد فوزى الأخيرة :
--------------------------------
« منذ أكثر من سنة تقريبا وأنا أشكو من ألم حاد في جسمي لا أعرف سببه، بعض الأطباء يقولون إنه روماتيزم والبعض يقول إنه نتيجة عملية الحالب التي أجريت لي منذ 3 سنوات، كل هذا يحدث والألم يزداد شيئا فشيئا، وبدأ النوم يطير من عيني واحتار الأطباء في تشخيص هذا المرض، كل هذا وأنا أحاول إخفاء آلامي عن الأصدقاء إلى أن استبد بي المرض ولم أستطع القيام من الفراش وبدأ وزني ينقص، وفقدت فعلا حوالي 12 كيلو جراما، وانسدت نفسي عن الأكل حتى الحقن المسكنة التى كنت أُحْقَن بها لتخفيف الألم بدأ جسمى يأخذ عليها وأصبحت لا تؤثر فيّ، وبدأ الأهل والأصدقاء يشعروني بآلامي وضعفىي وأنا حاسس أني أذوب كالشمعة ..
إن الموت علينا حق ..
إذا لم نمت اليوم سنموت غدا ، وأحمد الله أنني مؤمن بربي، فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الآلام التي أعانيها ، فقد أديت واجبي نحو بلدي وكنت أتمنى أن أؤدي الكثير، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة والأعمار بيد الله ، لن يطيبها الطب ولكني لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصرا في حق نفسى وفي حق مستقبل أولادي الذين لا يزالون يطلبون العلم في القاهرة .. إن أكبرهم " نبيل " الطالب فى السنة الثانية بكلية الهندسة ، يليه " سمير" بالسنة الأولى ، و ثالثهم " منير " بالسنة الثانية الثانوية .. أما رابعهم فهو الطفل "عمرو" ، إننى حين أراكم أشعر بالإطمئنان ; بعد أن كفلت الدولة مستقبل أسر الفنانين ..
تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السما من أجلي .. تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني .. تحياتي لبلدي .. أخيرا تحياتي لأولادي وأسرتي ..
لا أريد أن أُدفن اليوم ، أريد أن تكون جنازتي غدًا الساعة 11 صباحًا من ميدان التحرير ، فأنا أريد أن أُدفن يوم الجمعة » ..
-------------------------------------
و بعد معاناه و صراع مع ﺍﻟﻤﺮﺽ توفي فى نفس اليوم اللي كتب فيه الرساله دى يوم الخميس 20 أكتوبر سنة 1966 و كان عنده 48 سنة ..
أعظم الألحان و أجمل الأغاني خرجت من عبقرية محمد فوزي ،و هو فعليا من يستحق لقب " موسيقار الأجيال " .. لأن أعماله مخلدة علي مر السنين و لكل الأجيال من أصغر طفل رضيع لأكبر شيخ كهل!
رحمة الله عليه ..