728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    Tuesday, May 19, 2015

    هل تختفي روابط الألتراس في مصر بعد حظرها قانونيا؟


    المركز الاقليمي
    برنامج الدراسات المصريه

    يطرح حكمُ محكمة استئناف القاهرة للأمور المستعجلة، مؤخرًا، بحظر روابط الألتراس على مستوى الجمهورية، واعتبارها جماعة إرهابية - عدةَ تساؤلات حول مستقبل هذه الحركات، ومدى استجابة قياداتها للحكم؟ ومدى إمكانية تحويل هذه الحركات ودمجها في الأطر التقليدية كالأحزاب السياسية في ظل قدرتها على حشد وتعبئة المؤيدين؟ وهل يؤدي هذا الحكم إلى مواجهات جديدة مع الشرطة المدنية وبعض رؤساء الأندية كمحاولة للاعتراض على الحكم؟.
    نشأة روابط الألتراس:
    برغم أن نشأة الألتراس على المستوى العالمي تعود إلى بداية الستينيات من القرن العشرين، حيث وجدت  هذه الروابط طريقها إلى مدرجات الملاعب الأوروبية، لا سيما الإيطالية؛ فإن بزوغ نشاطها بدأ في مصر لم يبدأ حتى عام 2007، حين بزغت هذه الظاهرة أيضا في عددٍ من البلدان العربية، وفي مقدمتها ليبيا. وفي مصر تشكلت عدة مجموعات للألتراس: ألتراس أهلاوي، وألتراس الوايت نايتس، وألتراس النادي الإسماعيلي، وألتراس النادي المصري، والاتحاد السكندري.
    وقد تزامنت هذه النشأة مع فترة شهدت فيها مصر ضعف الأحزاب السياسية ، وعدم قدرتها على أن تكوِّن مؤسسات جاذبة للشباب، في ظل غياب مشروع يمكن استغلاله في تعبئة طاقاتهم، وهو الأمر الذي انعكس على ما يُمكن وصفه "بالجدب السياسي". وقد حاول  نظام ما قبل ثورة 25 يناير توظيف الاهتمام بقضايا كرة القدم ،باعتبارها واحدة من أهم الألعاب الشعبية في مصر، وذلك بهدف استخدامها كأداة تصرف المواطنين عن الاهتمام بالشأن السياسي من خلال الترويج للانتصارات الكروية التي تحققت.  لكن مجموعات الألتراس لعبت دورًا مباشرًا  خلال هذه الفترة في تأجيج عدة أزمات على صعيد علاقات مصر الخارجية، ومنها الأزمة بين مصر والجزائر في 2009، على خلفية مباراة مصر والجزائر بالسودان، والتي نجحت الدوائر الرسمية في البلدين في معالجتها في ذلك الحين.
    محاولات للتسييس:
    كانت هناك بوادر للتوتر في العلاقة بين هذه الروابط والأجهزة الأمنية  قبل ثورة 25 يناير، وذلك على خلفية حدوث مناوشات بين الجانبين للسيطرة على أي شغب محتمل، ومحاولة منعهم من استخدام الأدوات الخاصة بهم من أعلام وشماريخ، التي تعتبرها  هذه الروابط  إحدى وسائل إلهامها واستمرارها في التشجيع ، وهو ما لا يتماشى مع  رؤية الشرطة لضرورات الحفاظ على الأمن.
    شكلت الموجةُ الثورية الأولى في يناير 2011 نقطة تحول في مسار  مجموعات الألتراس، و تجسد هذا التحول في دخولهم الشهير ميدانَ التحرير، وما أعقبه من مشاركة روابطهم المختلفة في المليونيات التي شهدها الميدان بعد ذلك. وعلى الرغم من إعلان روابط الألتراس -وفي مقدمتهم ألتراس أهلاوي- بعد 25 يناير أنهم تنظيم رياضي ليس أكثر، فإن زخم الأحداث الثورية التي شهدتها البلاد دفع العديد من القوى السياسية لمحاولة توظيف هذه الروابط. وقد أشارت بعض التحليلات إلى محاولات تنظيم الإخوان المسلمين اختراق عددٍ من مجموعات الألتراس، واستغلال قدراتها التنظيمية، بهدف تصعيد الخلافات مع الأمن، وإشاعة الفوضى في الشارع، فضلا عن محاولة توظيفها أيضًا في حشد الأصوات لدعم الرئيس الأسبق محمد مرسي في انتخابات الرئاسة.
    وقد ساهمت الأحداث  التي مرت بها هذه الروابط في استمرار اضفاء بعد سياسي عليها، وذلك  بدءًا بحادث استاد بورسعيد الذي راح ضحيته 73 قتيلا، مرورًا بحادث استاد الدفاع الجوي الذي راح ضحيته ما يقرب من 20 فردًا من الوايت نايتس. وقد دفعت هذه المآسي مجموعات من الألتراس إلى ترديد هتافات تُطالب بالقصاص، خاصةً بعد أحداث بورسعيد التي تمخضت عن مسيرات، ومظاهرات، وقطع الطريق في داخل محطات المترو، مع استمرار تأكيد روابط الألتراس أن الأمر مرتبط بالقصاص للقتلى، وهو ما أدى بدوره إلى تشبيه العلاقة مع أجهزة الأمن بأنه نوع من الثأر بين الطرفين، عمّقه رفض الأمن طلب نادي الزمالك إقامة سرادق عزاء لضحايا استاد الدفاع الجوي، تحسبًا لأية أعمال شغب يقوم بها الوايت نايتس.
    مستقبل الألتراس:
    أدى ضعف الأحزاب والقوى السياسية، التي أصبح من الواضح انها غير قادرة على حشد الشارع وتعبئته لصالحها،  بالكثيرين للتفكير في إمكانية تحول روابط الألتراس لحركة سياسية فاعلة بانتظام.
    إلا أن طبيعة تلك الروابط، التي تتكون من شريحة عمرية  تتراوح ما بين 15 إلى 20 عامًا، ومن طبقات اجتماعية مختلفة، ولا يجمعها سوى حب النادي المنتمين إليه، والولاء الشديد له، وتشجيعه ، دون وجود أية قواسم سياسية مشتركه - يجعل من الصعب تحويلها إلى حركات أو أحزاب سياسية. وبحكم تكوينها وقناعاتها الفكرية ، من المنتظر أن  تأخذ روابط الألتراس المواقف التالية:
    1. الإصرار على اعتبار نفسها حركات لا سياسية وغير مؤدلجة وغير راغبة في توظيف قضاياها لخدمة أجندات سياسية.
    2. رفض حكم المحكمة، والإصرار على اعتبار نفسها حركات سلمية يصعب منعها.


    ولتلافي أية مواجهات محتملة مع هذه الروابط، يجب إيجاد صيغة تحافظ على نقاء أهدافها وتعمل على لتصحيح الخلل القائم في علاقاتها مع بعض أجهزة الدولة من خلال إمكانية النظر في تبني ميثاق شرف تلتزم من خلاله هذه الروابط بتشجيع أنديتها دون إخلال بمقتضيات النظام العام. ومن المرجح ، مع تزامن صدور حكم حظر روابط الألتراس مع الحكم الصادر على الرئيس الأسبق محمد مرسى ومرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، وعدد آخر من قيادات الجماعة بتحويل أوراقهم إلى فضيلة المفتى فى قضيتى الهروب من سجن وادى النطرون، والتخابر مع حماس- أن تحاول  جماعة الإخوان استقطاب بعض روابط الألتراس للتظاهر معها اعتراضا على هذه الأحكام.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: هل تختفي روابط الألتراس في مصر بعد حظرها قانونيا؟ Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top