فى حديث اجرته صحيفة دى بريس
النمساوية فى 24 يناير 2015 خرج البرادعي عن صمته ليكشف احداث ما قبل الانقلاب العسكرى فى 3 يوليو 2013
سؤال: منذ اربع سنوات سافرت من فيينا الى للقاهرة للمشاركة فى الربيع العربى ببلدك و منذ اغسطس الماضى عدت الى فيينا ما الخطأ الذى حدث بمصر؟
الــعـالـم الـعـربـى كـان و لا يـزال يـتـطـلـع لـلـكـرامـة و فـى الـقـرن الـحـادى و الـعـشريـن اصـبـح لا يحـتمـل الانـظـمـة الـقـمـعـية .. الــعـالم تـغـيـر و الاجـيـال الـجـديـدة تـطـالـب بـالـحرية .. سـقـطت الانـظـمـة فى تـونـس و مـصـر و الـيمن
سؤال: اليوم هناك فوضى فى الشرق الاوسط بعد عودة الماضى؟
ربـما نحن متـفـافـئلـون زيـادة عن اللـزوم .. مشـكـلة اى ثـورة هى الاتـفاق عـلى ما بـعدها .. فانـت لا تـبـدأ فى فـراغ .. فـى مـصـر الاخــوان المـسلمـين وحدهـم كـانوا مـنظـمين فـمنذ 80 عاما و هم يعملون من تحت الارض .. و هناك الجيش و هو منذ 60 عاما فى السلطة و يتمتع بامتيازات لا يريد التخلى عنها
سؤال: الان الاخوان المسلمون مرة اخرى تحت الارض و الجيش فى السلطة؟
هذه ليست نهاية القصة .. فى اوروبا اساغرقت الحروب الدموية ثلاثة قرون لفك الاشتباك بين الدين و الوطن و العرق و تمهيد الطريق للديمقراطية فالتغيرات الاجتماعية لا تحدث فى خط مستقيم و لكن فى حركة دائرية و بعد الثورات تحدث الثورات المضادة .. الشباب الذى قاد المظاهرات فى ميدان التحرير يشعر بخيبة الامل ..يطالبون بالحرية و العدالة الاجتماعية و المساواة و نهاية للفساد .. و الان هناك قوانين قمعية و منع للتظاهر و و الاعتقال لمجرد الشك ..
سؤال: معنى ذلك اننا نشهد عودة للنظام المصرى السابق
العديد من الوجوه و الافكار القديمة عادت .. و لكن عودة النظام كما كان مستحيل لان ثقافة الخوف انتهت .. فى غضون عشرون عاما النخبة ستكون تلاشت .. و الشباب سيتولوا السلطة .. السؤال هل سيكونوا جاهزين هذه المرة .. فى عام 2011 لم يكن هناك مؤسسات ديمقراطية و كان ينبغى ان يعملوا معا .. ففى النظم الديكتاتورية يجب ان تطعن جارك فى ظهره بسكينة كى تتقدم الى الامام
سؤال: هناك طبقة متوسطة ليبرالية و لكن مصر فى حالة استقطاب شديدة؟
المجتمع المصرى غاضب جدا و يعانى من الاستقطاب الشديد .. الاسلاميون لن يتبخروا فى الهواء و من الخطأ دفع الاخوان المسلمين للعمل تحت الارض .. و للتقدم يجب ادماج الاسلام السياسى .. فمن يدفع الاسلاميين تحت الارض يزرع العنف و التطرف .. من دروس الربيع العربى اننا نحتاج للوحدة الوطنية و الاحتواء كما هو الحال فى تونس .. الاسلاميين هناك فى البرلمان و هو عكس التشوية الذى نراه للاسلاميين فى مصر اليوم
سؤال: و لكنك دعمت الانقلاب ضد الرئيس الاسلامى محمد مرسى ؟
كنت مع انتخابات رئاسية مبكرة بالتنسيق مع قطر و الامارات و الاتحاد الاوروبى و امريكا لان الرئيس مرسى لم يكن قادرا على الامساك بالامور
سؤال: و هل كنت مع دخول مرسى للانتخابات من جديد؟
كان يجب ان يدخل الانتخابات من جديد .. لقد اخطأ عندما رفض الانتخابات الرئاسية المبكرة .. لانه كان سيذهب و سيبقى الاخوان المسلمون .. و اسبوع بعد 3 يوليو تم دعوة الاخوان المسلمون لمناقشة المصالحة و لكن تم القبض على مسى فلم ياتوا
سؤال: لماذا قبلت منصب نائب الرئيس بعد الانقلاب؟
كنت اريد ان امنع حربا اهلية .. البلاد كانت منقسمة تماما فى ذلك الوقت و الملايين فى الشوارع .. و العملية كانت تتطلب انتخابات و حل سياسى و لكن الجيش تلاعب بالموقف و لم يفعل .. لقد اطلقوا النيران على المعتصمين الذين ينتمون للاخوان المسلمين رغم انه كانت هناك نوايا طيبة لفض الاعتصامات بشكل سلمى .. و عندما تم استحدام العنف فلم يعد لى اى دور اقدمه ..
سؤال: اذن لقد اتخذوك ستارا لاخفاء نواياهم ؟
نعم .. و لكن كان عليهم ان يفهموا يوم 3 يوليو اننى قبلت بمنصب نائب الرئيس لمنع اراقة الدماء و اعلنت بكل وضوح اننى ضد كل اشكال العنف
سؤال: مع من تكلمت؟ هل تحدثت مع السيسى؟
كنت اتحدث معه باستمرار و اتحدث ايضا لكاترين اشتون و جون كيرى و كان السيسى يقول انه يريد حل سياسى .. مـــاذا حــدث بــعد؟ لا ادرى!!
سؤال: بعد الاستقالة اتهموك بالخيانة هل تم تهديدك؟
تلقيت تهديدات كثيرة ..و فى اجواء من العنف شخص مثلى ليس له فائدة فقررت الابتعاد عن مصر و عدت الى فيينا ..
سؤال: ما مدى خطورة الاسلاميين فى مصر؟
تعجب خطورة!! انهم لديهم رؤية و السؤال المطروح هو ما مدى النفوذ الدينى فى الحكم .. فى 2012 كان هناك دستور دينى لحد بعيد رفضه 50% من المصريين على الاقل و كان من اسباب فشل مرسى لانه ساهم فى الاستقطاب
سؤال: عمل الاخوان المسلمون على الاسراع بالانتخابات بعد انتهاء الثورة مباشرة على حساب اقرار الدستور؟
العملية برمتها كانت خطأ .. فعندما يكون هناك عدم توافق على القيم الاساسية لا يمكن الوصول للسلام الاجتماعى .. الانتخابات بلا دستور ادت الى كارثة .. كان يجب على مصر ان تقرر اولا دور الدين فى الحياة السياسية و هو السؤال الذى بقى بلا اجابة فى العالم الاسلامى على مدار 14 قرنا
سؤال: هل بقى لمصر فرصة؟
فى بلاد بلا تقاليد ديمقراطية يجب ان يعمل الجميع معا لبناء المؤسسات .. تونس و حزب النهضة ادركوا ذلك و اتمنى ان تكون تونس نموذج يحتذى به