728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    Tuesday, August 18, 2015

    الموقف الإسرائيلي ـ الأمريكي من تطورات المواجهة مع تنظيم "ولاية سيناء"



    أحمد الغريب – باحث مصري متخصص في الشأن الإسرائيلي
    المركز الاوربي العربي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبار
    ملخص:
    برز في الآونة الأخيرة الإهتمام اللافت من قبل وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الإسرائيلية من تنظيم "ولاية سيناء" وكذلك من نشاط القوات المسلحة المصرية خلال شهري يونيو ويوليو 2015م  لمواجهة التنظيم، وما أسفرت عنه حتي الآن من نتائج، وما يمكن أن تسفر عنه لاحقاً، وكذلك ما يتعلق بمدى قدرة مصر على وضع حد لنشاط التنظيم، فضلاً عما ورد ذكره بشأن التحركات الإسرائيلية والأمريكية بهدف محاصرة عناصر التنظيم ومتابعة نشاطهم بدعوى تأثير تنامي نشاطه على الأمن القومي الإسرائيلي، وكذلك في إطار توسع الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية" في منطقة الشرق الأوسط، ويسرد كذلك تفاصيل التحركات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية التي تقوم بها كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز تلك التوجهات.
    وتنتهي الدراسة بعرض أبرز النتائج التي يمكن استخلاصها عنه عرض الموقف الإسرائيلي والأمريكي الراهن بشأن التطورات داخل سيناء، وما يمكن أن تسفر مستقبلاً من خطوات على أرض الواقع.

    مقدمة:

    على ضوء تنامي نشاط ما يعرف بتنظيم "ولاية سيناء" خلال الأشهر القليلة الماضية سواء فيما يتعلق بنوعية العمليات التي جرى تنفيذها ضد أهداف تابعة للقوات المسلحة والشرطة المصرية أو من حيث تطوير القدرات القتالية والنوعية لعناصر التنظيم وكذلك زيادة وطأة المخاوف الدولية والإقليمية من اتساع نطاق عمليات التنظيم لتشمل مناطق أخرى لا تقتصر على سيناء فحسب، ولكن تمتد لتشمل بعض المدن الإسرائيلية سواء عبر استهدافها بصواريخ أو من خلال تسلل بعض عناصر التنظيم إلي منطقة الحدود الإسرائيلية وتنفيذ هجمات انتحارية تطال أهداف عسكرية أو مدنية، كان من الواضح زيادة التفاعل والاهتمام الإسرائيلي – الأمريكي بتطورات الأوضاع في سيناء، وبرز ذلك على عدة مستويات سواء من خلال التصريحات الصادرة على لسان كبار المسئولين في تل أبيب وواشنطن بشأن التضامن مع مصر ودعم جهودها لمكافحة الإرهاب ووجوب تقديم الدعم الكافي لها في هذا الصدد، أو من خلال الحديث عن وجوب التحرك المنفرد من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل بهدف منع عناصر التنظيم من القيام بأي نشاط مضاد يضر بالأمن القومي الإسرائيلي ويساعد في تنامي نشاط التنظيمات المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط. وتظهر الدراسة الرصد الدائم من قبل الجانبين الأمريكي والإسرائيلي لتطورات نشاط التنظيم في سيناء، وكذلك ما تم اتخاذه من تدابير واستعدادات بهدف محاصرته وحماية المصالح الاستراتيجية المشركة لهم.

    أولاً: الموقف الرسمي للجانبين الأمريكي والإسرائيلي بشأن سيناء:
    كان من اللافت للانتباه خلال الأشهر القليلة الماضية، ومع تزايد العمليات التي قام تنظيم "ولاية سيناء" بتنفيذها ضد أهداف تابعة للقوات المسلحة والشرطة المصرية، حضور كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في المشهد الراهن فيما يجرى داخل سيناء سواء من خلال المتابعة الدائمة للمسئولين في الجانبين وما يصدر عنهم من تصريحات تتعلق بالموقف الرسمي الراهن مما تشهده سيناء من تطورات، أو ما يتعلق بمدى تطوير حجم العلاقات الأمنية والعسكرية مع مصر بهدف دعمها الكامل في القضاء على ظاهرة الإرهاب، وبرز في هذا الصدد تصريحات عدة أظهرت جميعها التوافق في الرؤى بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي بشأن اعتبار ما يجرى في سيناء من تطورات خطراً على الأمن القومي لإسرائيل وهو ما يستوجب محاصرته قبل أن يكون لدى ما يعرف بتنظيم "ولاية سيناء" القدرة على القيام بعمليات تتخطي الداخل المصري في سيناء وتصل مداها مستقبلاً للحدود الإسرائيلية، كما تظهر هذه التصريحات حجم التحسن الطارئ على العلاقات بين مصر وإسرائيل على ضوء تنامي الاتصالات والتعاون في المجال الأمني على اعتبار أن ما يجرى في سيناء هو خطر مشترك يهدد مصالح الجانبين.

    الموقف الإسرائيلي:

    تظهر التصريحات الصادرة خلال الفترة الأخيرة على لسان كبار المسئولين في الحكومة والمؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية مدى الحرص على إظاهر تقديم الدعم لمصر في جهودها لمواجهة التنظيمات المتطرفة داخل سيناء، وهو ما ألمح به رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" إلي أن إسرائيل باتت في خندق واحد مع مصر ودول أخرى كثيرة في الشرق الأوسط والعالم في كفاحها ضد الإرهاب الإسلامي المتشدد في صورة تنظيم "الدولة الإسلامية" وحركة "حماس"، كما عبر رئيس الهيئة الأمنية والسياسية في وزارة الدفاع الإسرائيلية اللواء احتياط "عاموس جلعاد" عن رأيه بأن سلسلة الهجمات التي نفذت في سيناء مؤخراً تشكل مدعاة للقلق على المستوى الإقليمي، وتأكيده كذلك على أن إسرائيل تعي المخاطر المترتبة على تهديد تنظيم "ولاية سيناء" ولم تفاجئ بممارساته.
    • كذلك أطلع وزير الدفاع الإسرائيلي "موشيه يعلون" رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي "مارتن ديمبسى" على آخر المستجدات على الحدود مع كل من مصر ولبنان وسوريا والمعروفة "بالحدود الملتهبة"، وقال أن الجميع مهددين من قبل الإرهابيين الإسلاميين في مناطق سوريا ولبنان ومحور الشيعة وكذلك تنظيم "داعش" في سيناء وفى قطاع غزة، موضحا أن إسرائيل والولايات المتحدة في نفس زاوية التهديد لهذه المنظمات الإرهابية. 
    • كما دعا وزير الخارجية الإسرائيلي السابق ورئيس حزب إسرائيل بيتنا "أفيجدور ليبرمان" إلى تعزيز التعاون بين إسرائيل ومصر ودعم الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" في حربه على الإرهاب في سيناء، مشدداً على ضرورة دعم الرئيس السيسي ومنحه كافة الإمكانيات، كما أكد على أنه من المحظور على إسرائيل التورط في سيناء، وأنه يجب على إسرائيل الوصول إلى التعاون الأوثق مع المصريين، معربا عن اعتقاده بأنه سيكون من الخطأ الجسيم التصرف بشكل مستقل في سيناء، ومشيراً إلى أن التعاون الاستخباري بين إسرائيل ومصر بشأن كل ما يحدث في سيناء هو مصلحة إسرائيلية.
    • ويمكن استخلاص بعض النتائج الهامة من خلال حديث وسائل الإعلام الإسرائيلية عن رفض رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو"، رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" تمير بارد" التحدث أمام كتلة "المعسكر الصهيوني" الحزبية المعارضة في إسرائيل بشأن التهديدات التي يشكلها تنظيم (ولاية سيناء) سيناء، وذلك بحجة أنه سيكون بمثابة سابقة، إذ نقلت صحيفة "هآرتس" عن رئيسة كتلة "المعسكر الصهيوني" ميراف ميخائيلي" قولها إن "تقديم طلب إجراء مباحثات استراتيجية بشأن تهديدات ولاية سيناء،  جاء في أعقاب الهجمات الأخيرة في سيناء، وإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل" وأضافت أنها طلبت عرضا قصيرا حول زيادة قوة تنظيم "ولاية سيناء" والتهديدات التي يشكلها على إسرائيل، مشيرة إلى أن رئيس جهاز الموساد "تامير باردو" وافق على ذلك، ولكن بشرط مصادقة نتنياهو الذي رفض بحجة أن المصادقة ستكون سابقة إشكالية.
    • ويمكن تفسير ذلك بأن الحكومة وأجهزة الأمن الإسرائيلية تتحفظ على نشر أو الإفصاح عن بعض المعلومات المتعلقة بسير عمليات متابعة ومراقبة تنظيم "ولاية سيناء" أو ما يجرى من عمليات تنسيق مع الجانبين المصري والأمريكي.

    الموقف الأمريكي الراهن:

    فضلاً عن السعي المتواصل من قبل وسائل الإعلام العبرية للحديث عن مستجدات الموقف الإسرائيلي تجاه تطورات الأوضاع في سيناء، دأبت كذلك على الأهتمام بالحديث عن الموقف الأمريكي تجاه ما يجري في سيناء، إذ تناقلت التصريحات الصادرة علي لسان مسؤولين أمريكيين كبار خلال الفترة الأخيرة والتي أظهروا خلالها قدراً كبير من التأكيد على الدعم الكامل لمصر في حربها ضد الإرهاب في سيناء، فضلاً عن التأكيد على الدعم المطلق لإسرائيل لحماية أمنها القومي، وهو ما عبر عنه أكثر من مسئول أمريكي وفي أكثر من مناسبة، إذ سبق وأن أدلي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي "مارتن ديمبسى" خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل مطلع شهر يوليو 2015 وخلال استعراضه بعض الملفات المشتركة مع الجانب الأمني الإسرائيلي ومن ضمنها ملف سيناء إن التحديات والتهديدات التي تواجه دولة إسرائيل هي أيضا التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفا أنه لا يمكن تخيل عالم بدون إسرائيل. 
    • كذلك جرى التأكيد من قبل الخارجية الأمريكية في أكثر من مناسبة على استمرار دعم الولايات المتحدة الراسخ للحكومة المصرية في حربها ضد الإرهاب، وتأكيدها كذلك على اعتبارها "جماعة انصار بيت المقدس" تنظيما إرهابيا منذ أبريل عام 2014، كما أكد مسئولو الخارجية الأمريكية على الدعم الكامل للتنسيق الأمني بين إسرائيل ومصر واستمرار هذا التنسيق خلال الفترة الأخيرة بشكل مكثف.
    • كما تمثل الحرص الأمريكي على التعاون مع الجانبي المصري في عقد المزيد من اللقاءات بين مسئولين أمنيين وعسكريين من الجانبين المصري والأمريكي بهدف تنسيق المواقف بينهما فيما يتعلق بالمواجهات الدائرة في سيناء.

    ثانياً: تنظيم "ولاية سيناء" تقدير موقف:

    تابعت وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية عملية تطوير القدرات العسكرية الخاصة بتنظيم "ولاية سيناء" خاصة ما يتعلق ببعض الوسائل القتالية التي يمتلكها تنظيم "ولاية سيناء" التي تهدد الأمن القومي الإسرائيلي، كما تابعت عن كثب جهود التنظيم لتطوير نشاطه في سيناء.
    • وفي هذا الصدد تطرق موقع "ديلي بيست" الأمريكي للحديث عن امتلاك التنظيم صواريخ أرض-جو، وهي أسلحة يعتقد أنها وصلت إلى مصر عن طريق ليبيا ما يعد إشارة خطيرة على إمكانية استخدام التنظيم لمثل هذه الأسلحة قرب الحدود الإسرائيلية، وذلك بهدف إحراج مصر أمام إسرائيل من خلال استخدام أسلحة مضادة للطائرات، الأمر الذي يستوجب القيام بوضع استراتيجية مناسبة للقضاء علي طموحات التنظيم، كما نقل الموقع عن بعض الخبراء والمتخصصين أن الخطر يكمن في ولع تنظيم "ولاية سيناء" لاستفزاز إسرائيل ودفعها للتدخل، وهو الأمر الذي من شأنه أن يضع مصر في مأزق وأيضاً رفع أسهم التنظيم في منطقة الشرق الأوسط.
    تقدير القدرات الخاصة بالتنظيم:
    تعمل أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية بشكل دوري من أجل إجراء تقييم لقدرات التنظيم خاصة مع تصاعد حدة المواجهات بين القوات المسلحة المصرية وبين عناصر التنظيم واستمرار التنظيم في ممارسة نشاطه على الرغم من اتساع نطاق العمليات العسكرية المصرية.
    • في هذا الصدد  أكد مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي في سياق تصريحات لصحيفة "هآارتس" ان فرع تنظيم "الدولة الإسلامية" في شبه جزيرة سيناء، المعروف باسم "ولاية سيناء"، هو أكثر فروع التنظيم نجاعة في تنفيذ هجماته في المنطقة ومن الواضح انه يحصل على دعم من تنظيم إرهابي منظم وماهر.
    • قال المسؤول العسكري ان التقديرات الإسرائيلية، المبنية على تحليل الهجمات الأخيرة التي نفذها التنظيم على مواقع تابعة للجيش المصري، تشير إلى ان من يقف وراء التخطيط لهذه العمليات هم جهات مهنية وخبيرة، وتطرق المسؤول العسكري للهجوم الكبير الذي نفذه مقاتلو التنظيم في مدينة الشيخ زويد مطلع شهر يوليو 2015، والذي تم خلاله مهاجمة 15 موقعاً تابع للجيش المصري بنفس الوقت ضمن شريط يصل عرضه إلى 12 كيلومتراً، مشيراً إلي ان هذا الهجوم أظهر مستوى عال من التنسيق، القيادة والسيطرة وأنه من الواضح وجود جهة قيادية وراء هذه القوات التي ضمت أكثر من 100 مقاتل، واستعانت بوسائل مختلفة ومتنوعة من ضمنها صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للطائرات، وان نشطاء التنظيم يظهرون مستوى عال من القدرة القتالية والعديد منهم مستعد بالمخاطرة لمحاربة الجيش المصري وحتى التضحية بأنفسهم عن طريق الهجوم على مواقع تابعة للجيش المصري أو بواسطة انتحاريين. وأشار إلى تزايد في خبرة تشغيل العبوات الناسفة والسيارات المفخخة، حيث يستعمل التنظيم طرقاً معروفة يتم استخدامها في دولة أخرى في المنطقة مثل العراق.
    • كذلك تحدثت مصادر إسرائيلية للقناة الإخبارية الإسرائيلية رقم 20 عن وجود مجموعة نوعية صغيرة من الضباط السابقين في الجيش المصري، انضمت لصفوف "ولاية سيناء" وأنها المسئولة عن النجاحات العسكرية للمجموعات الجهادية بشمال سيناء، وعزت تلك المصادر ما أسمته النجاحات المذهلة للتنظيمات الإسلامية الموالية لداعش بسيناء، إلى حد كبير إلى انشقاق تلك العناصر، حيث ساهمت في تقديم المعرفة الجيدة للجنود والضباط السابقين بالمنظومة الأمنية للجيش المصري في تنفيذ هجمات استراتيجية جرى تنفيذها مؤخرا، مثل اغتيال النائب العام المصري في نهاية يونيو الماضي، أو الهجوم الشامل الذي شنه الجهاديون في سيناء بعد مرور أسبوع من تلك الواقعة، والذي أسفر عن مقتل ما يزيد عن 100 جندي مصري. وذكرت المصادر ذاتها أن القوات المسلحة المصرية تتحفظ عن ذكر وجود ضباط لهم ميول إسلامية في صفوف الجيش، وتؤكد كذلك على أن الانشقاقات لا تمثل ظاهرة داخلها".

    سيناريوهات المواجهة مع تنظيم "ولاية سيناء":

    وضع الجيش الإسرائيلي،  بحسب مصادر إسرائيلية متطابقة، عدة سيناريوهات بشأن إمكانية تسلل عناصر تابعة لتنظيم "ولاية سيناء" إلى داخل إسرائيل عبر البحر، أو عبر سيارات مفخخة، أو تسلل مسلحين انتحاريين وإطلاق صواريخ، ويعود الخوف لدى الأجهزة الأمنية والجيش الإسرائيلي إلى إمكانية قيام عناصر تابعة للتنظيم المسؤول عن التفجير في صيف 2011 والذي أسفر عن مقتل 8 إسرائيليين، بتنفيذ هجوم مشابه على الحدود، كما وضع الجيش الإسرائيلي تصوراً مفاده قيام عناصر التنظيم بانتحال شخصيات مهربين أو حتى عناصر من القوات المصرية وتنفيذ هجومًا ضد إسرائيل.
    ومن السيناريوهات التي يأخذها الجيش الإسرائيلي بعين الاعتبار:
    1.    تسلل بعض العناصر عبر البحر.
    2.    تسلل بواسطة سيارات مفخخة.
    3.    تفجيرات انتحارية من قبل انتحاريين.
    4.    إطلاق صواريخ وهجوم على عدة مواقع في آنٍ واحد.
    وهو الأمر الذي أكدته مصادر أمنية وعسكرية إسرائيلية عدة من بينها ضابط إسرائيلي بقوله "باعتقادنا السيناريو الأرجح سيكون هجوما مركبا يستهدف أكثر من موقع، وعلى ما يبدو دون سابق إنذار".
    تأثير الأوضاع على عملية تصدير الغاز الإسرائيلي لمصر:
    يمكن الإشارة في هذا الصدد إلي أن تنامي نشاط تنظيم "ولاية سيناء" خلال الفترة الأخيرة كان له تأثير واضح على مطالبة بعض الخبراء والمحللين الاقتصاديين في إسرائيل بتأجيل التوقيع على اتفاق لنقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي لمصر، حيث أعربت مصادر صحفية إسرائيلية عن مخاوفها من إمكانية تصدير زيادة فائض إسرائيل من الطاقة لمصر وذلك على ضوء تنامي نشاط تنظيم "ولاية سيناء".
    • وفي هذا الصدد أشار موقع "جلوبس" المتخصص في الشئون الاقتصادية إلي أن عمليات التنظيم الأخيرة بسيناء تقلل من فرص تنفيذ الاتفاق على تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر عبر خط أنابيب EMG الذي يمتد برا لمسافة كبيرة على أراضي سيناء، وأكدت الصحيفة على أنه لن يكون بمقدور إسرائيل تصدير غاز إلى مصر، أو عبر مصر، خلال السنوات القادمة، إذا لم يطرأ تغير على الوضع الجيوسياسي في المنطقة، وبحسب الصحيفة لم يتم الموافقة حتى اليوم على تصدير الغاز لمصر عبر خط أنابيب EMG ، وأن هذا الخط يمتد برا لمسافة طويلة في سيناء،وسيكون هدفا للعمليات الإرهابية، كذلك يمكن للتنظيم وشركاؤه في سيناء أن يكون لديهم القدرة أيضا على العمل غرب قناة السويس، في المواقع التي يوجد بها منشآت إسالة الغاز في مصر، وإذا ما تم ضخ الغاز الإسرائيلي إلى تلك المنشآت، فقد تتحول إلى أهداف أكثر جذبا للعمليات الإرهابية، التي لن تضر فقط الاقتصاد المصري، بل الاقتصاد الإسرائيلي بشكل متزامن. 
    ثالثاً: الموقف الإسرائيلي الراهن من نشاطات الجيش المصري في سيناء : بطبيعة الحال تتابع وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث والدراسات الإسرائيلية عن كثب تطور سير العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة المصرية في سيناء، وقد تعددت الرؤى بشأن
    ما يجري من عمليات للقضاء على عناصر تنظيم "ولاية سيناء" ويمكن حصر ذلك فيما يلي:

    • كانت بداية سقوط سيناء في يد التنظيمات المتشددة في أعقاب الثورة المصرية 2011 عندما فشلت الدولة في منع تفجيرات خط تصدير الغاز لإسرائيل مرارا وتكرارا، كما أهملت مصر سيناء وتخلت عنها دون أي مشاريع تنمية، ما جعلها أرضا خصبة للفكر المتطرف، مقارنة بمستوطنة "ياميت" الإسرائيلية التي كانت جزء من سيناء ومصدراً للحياة، واليوم يدفع الجيش المصري بالدم نتائج فشل كل الحكومات المصرية في تنمية الإقليم منذ أن أخلته إسرائيل بداية الثمانينيات.
    • فشل الجيش المصري بسيناء لم يكن وليد اللحظة، وإنما جاء نتيجة لتمركز الجيش بقواته الخاصة وأفضل الكوادر وأحدث الأسلحة في القاهرة وضواحيها، لحماية النظام المركزي، وإرسال جنود عاديين وأسلحة ودبابات روسية عمرها يزيد عن 40 عاما، إلى سيناء.
    • يفضل الضباط في سيناء البقاء داخل المقار في المدن للتمتع بالأمن النسبي، ويتركون ضباط الصف على الكمائن يحتمون داخل ناقلات الجند المدرعة.
    • يخشى سلاح الجو المصري أيضا من إسقاط مروحياته بواسطة صواريخ كتف، ولذلك لا يكثر من تنفيذ غارات متواصلة على ارتفاع منخفض في سماء سيناء.

    وجوب تعزيز التعاون مع مصر:

    شهدت وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية خلال شهر يوليو 2015 بشكل لافت تصاعد في الخطاب الداعي لتقديم كافة الدعم الممكن للجانب المصري بهدف القضاء على الإرهاب في سيناء، وتجلي ذلك في عدة مقالات رأي وتقارير وأبحاث، وفي هذا الصدد تحدث الدكتور "عوفر يسرائيلي" مستشار الأمن القومي في "مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات" عن التحديات التي تواجه الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" فيما يتعلق بالمواجهة مع تنظيم "داعش"، مشيراً إلي أن أوباما وجد نفسه مضطراً لنقل نشاطه إلى مصر صاحبة الجيش القوي، بعد الاكتفاء من ذي قبل بالتدخل في سوريا والعراق، وذلك في إطار جهود دولية تقودها أمريكا لإعادة الأمور إلى نصابها وكبح انتشار التنظيم، معتبراً أن هذه الاستراتيجية ستخدم المصلحة المصرية لإعادة الهدوء وتعزيز السيادة في سيناء، والمصلحة الأمريكية الشاملة في المنطقة أيضا، بكبح تنظيم "داعش" إلى حين القضاء عليه.

    كما تطرق للحديث عن وضع وجوب استراتيجية شاملة من قبل واشنطن تتضمن ما يلي:

    1. منح القوات المسلحة المصرية مظلة وتأييد كامل للصراع ضد تنظيم "داعش" في سيناء، من خلال منح الشرعية لكل ما تقوم به القوات المصرية، والعمل على إطلاق تصريحات لزعماء المجتمع الدولي وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي حول عدم شرعية أفعال التنظيم، إلى جانب تأييد الحق المصري بالعمل ضده، وهو الأمر الذي يخدم الأهداف والتوجهات الأمريكية خاصة فيما يتعلق بإعادة مصر لأحضان الغرب بعد أن كانت مؤخرا ترقص بين واشنطن وموسكو.
    2. تقديم الدعم اللوجستي والعسكري الشامل للقوات المسلحة المصرية، والعمل على إلغاء القيود التي فرضتها واشنطن في الماضي على بيع ونقل العتاد العسكري المتطور للجيش المصري بدعوى أن ذلك يمس بحقوق الإنسان، وذلك من انطلاقا من رؤية مفادها أن الظروف الحالية تفرض وجود نقاش مؤقت وتعزيز قدرات الجيش المصري لمواجهة التحدي الأكبر الذي يفرضه التنظيم على سلامة الدولة المصرية، كذلك لدى الجيش الأمريكي القدرة على تقديم المعلومات الاستخبارية النوعية للجيش المصري، فضلاً عن القيام بعمليات التوجيه الجوي واستخدام وسائل خاصة في الصراع ضد التنظيم، كذلك وبتشجيع ودعم أمريكي ستوسع إسرائيل المساعدة الاستخبارية للجيش المصري وتسمح بدخول القوات والسلاح الإضافي إلى سيناء وتجاوز القيود التي ينص عليها اتفاق السلام بين الدول، وهو الأمر الذي يجب أن يظل سراً من أجل عدم تصوير النظام المصري وكذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي كمتعاونين مع الإسرائيليين والأمريكيين.
    3. العمل على اعتبار ما يجرى في سيناء من تطورات حدث معياري يستوجب إعطاء غطاء دفاعي شامل لدول المنطقة المستقرة في مواجهة تنظيم "داعش"، خاصة وأن أي تراجع أو تباطؤ  أمريكي من شأنه أن يضع المغرب والأردن والمملكة العربية السعودية ودول أخرى في الخليج أمام تحدي مشابه، سيؤدي في نهاية الأمر إلى انهيارها، ولذلك على واشنطن العمل مع عواصم هذه الدول من أجل مواجهة الخطر المستقبلي الذي يشكله التنظيم على أنظمتها.

    وخلص إلي عدة نتائج بهذا الصدد من بينها:

    1. أن السياسة الأمريكية الفاشلة في منطقة الشرق الأوسط - من ليبيا مرورا بمصر وحتى سوريا والعراق - دفعت المنطقة إلى حمام من الدماء، إذ يجب أن لا تكرر واشنطن أخطاء الماضي حيث امتنعت عن التدخل في الأحداث الدموية، وسمحت لقوات هذه الدول بأن تقود المواجهة بذاتها.
    2. أن عودة الأمريكيين إلى السلوك الفاشل سيكون له ثمن باهظ تدفعه مصر وإسرائيل والمجتمع الدولي أيضا.
    3. تتلائم الاستراتيجية المقترحة مع الاستراتيجية الأمريكية الشاملة ضد التنظيم والتي تهدف إلى كبح التمدد في المرحلة الأولى وتقليص قوته إلى أن يتم القضاء عليه، مؤكداً أن نجاح الحالة المصرية سيقرب الهدف، أما الفشل فسيؤدي بالضرورة إلى توسع التنظيم، لذلك يجب أن لا تسمح الولايات المتحدة والمجتمع الدولي للقاهرة بأن تواجه هذه المسألة بقواها الذاتية فقط. ففي حال سقوط نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيكون الثمن باهظ جدا لمصر وللمنطقة كلها.
    رابعاً: خطوات التحرك الإسرائيلي – الأمريكي في سيناء:
    انطلاقا من رؤية مفادها أنه لا يمكن انتظار نتائج تحرك القوات المسلحة المصرية في سيناء، وضعت أجهزة الأمن الإسرائيلية تصورات عدة بشأن خطوات التحرك من أجل متابعة ومراقبة الأوضاع خاصة مع تنامي الخطر الذي يشكله تنظيم "ولاية سيناء" من تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية انطلاقا من سيناء.
    التحركات الأمريكية:

    بهدف دعم التحرك الذي تقوم به القوات المسلحة المصرية من جهة، وكذلك من أجل إتخاذ خطوات جادة وملموسة يمكن من خلالها في النهاية تحقيق إنجازات حقيقية على أرض الواقع فيما يتعلق بالمواجهة مع تنظيم "ولاية سيناء" وإمكانية الحد من نشاطه والتصدي لعملية تنامي نشاطه، من جهة أخرى، جرى ما يلي:
    • تم الإعلان عن قيام الجانب الأمريكي نشر طائرات بدون طيار في شمال إفريقيا وبصفة خاصة بـمصر  لمراقبة تنظيم "داعش" في سيناء وذلك في إطار توسيع نطاق العمليات ضد التنظيم في منطقة الشرق الأوسط ومن بينها شبه جزيرة سيناء، وتطرقت عدة صحف أمريكية للحديث عن هذا القرار ومنها صحيفة "وول ستريت جورنال" التي نقلت عن مسئول كبير في الإدارة الأمريكية تأكيده على أن تلك الخطوة تأتي بهدف تنفيذ خطة موسعة لتعزيز مراقبة تنظيم "داعش" فى ليبيا وتأكيده كذلك على أنها جاءت بعد مباحثات مع مسئولين دول في شمال إفريقيا، كما أكدته كذلك صحيفة "نيويورك تايمز" التي تحدثت عن تبني استراتيجية أمريكية لحرب أكثر اتساعا مع تنظيم "داعش" وتتضمن قرار بالتوسع في مدى الحرب الأمريكية ضد التنظيم ليشمل مناطق أخرى من بينها شبه جزيرة سيناء.
    • وعلى الرغم من عدم إعلان الجانب المصري عن هذا الأمر لكن من المرجح أن يكون هناك موافقة على دخول الطائرات الأمريكية الأجواء المصرية وربما يكون ذلك في إطار عمل القوات متعددة الجنسية العاملة في سيناء والمتواجدة لمراقبة تنفيذ اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وتشارك فيها الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة كبيرة من الأفراد والعتاد، خاصة أن مصادر صحفية مصرية وثيقة الاطلاع (صحيفة الشروق المصرية بتاريخ 2 يوليو 2015) تحدثت في وقتاً سابق عن ان الولايات المتحدة وجهت رسائل حاسمة إلى القاهرة نقلتها القوات المتعددة الجنسيات حول قلقها في ضوء استمرار تدهور الوضع الأمني في سيناء، وألمحت فيها إلى رغبتها في الاستغناء عن وجود القوات متعددة الجنسية في شبه جزيرة سيناء بدعوى القلق على أمن أفرادها رغم تمركز هذه القوات بعيدا عن الاشتباكات، وهو الأمر الذي أعقبه تأكيد مصر على التزامها الكامل بتوفير الأمن للقوات الدولية، ويشار إلي أن الإعلان عن الخطوة الأمريكية نشر طائرات بدون طيار تبعه كذلك تصريحات صادرة عن "ديفيد ساترفيلد" مدير القوة متعددة الجنسيات في سيناء نفي خلالها  وجود تغير في تلك القوات بسبب الحرب على الإرهاب في سيناء خاصة فيما يتعلق بحجم وتمركز القوات في سيناء مؤكداً كذلك على الالتزام بالحفاظ على مهمة القوات المتعددة الجنسيات والمراقبين بمساعدة قوية تقدمها الحكومة المصرية كما أعرب عن آمله في استمرار ذلك خلال الفترة المقبلة، وهو ما قد يشير ضمناً إلي وجود تفاهمات تم التوصل إليها بين الجانبين المصري والأمريكي.
    • ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن وزارة الدفاع أعلنت في بيان لها أن الخارجية الأمريكية وافقت على بيع أنظمة مراقبة للحدود لمصر تقدر قيمتها بـ١٠٠ مليون دولار بهدف تعزيز قدرات مصر بخصوص مراقبة حدودها مع ليبيا وسيناء، وحسب البيان الذى نشرته الصحيفة فإن هذه الصفقة سوف توفر لمصر أبراج استشعار متحركة للمراقبة، بالإضافة إلى أجهزة مراقبة واتصال وأيضا برامج تدريب للجنود المصريين من قوات حرس الحدود من أجل استعمال تلك الأجهزة، وأنها ستوفر كذلك فرص الإنذار المبكر من أجل ضمان رد أسرع في مواجهة تهديدات موجهة لقوات حرس الحدود والمدنيين، كما أشارت إلى أن مصر ليست لديها صعوبة في استيعاب هذه الأجهزة من جانب قواتها المسلحة وإن مصر وهى تواجه الإرهاب تريد أنظمة أمنية أمريكية ذات التكنولوجيا العالية من أجل حماية حدودها مع ليبيا بشكل خاص وحدود أخرى أيضا، وأكدت الصحيفة على التذكير بأن مصر محاطة بدول تشهد غليانا، إلا أن الوضع المتفاقم في  ليبيا يعد هما كبيرا، كما أن مصر تتعامل أيضا مع تبعات الأزمة فى السودان وجنوب السودان، وبالطبع مع سيناء التي تشهد تصاعدا في الأوضاع الأمنية.
    • أكدت مصادر مصرية وأمريكية مؤخراً وصول 8 طائرات عسكرية أمريكية من طراز إف 16 ستصل بنهاية يوليو الجاري إلى مصر، وكذلك وصول 4 طائرات مروحية من طراز أباتشي خلال شهرين، لتنضم إلى أسطول القوات الجوية المصرية، وكانت مصر تسلمت 10 طائرات أباتشي من الولايات المتحدة في ديسمبر الماضي، فيما اعتبره مراقبون وقتها مؤشراً على تراجع التوتر بين البلدين الحليفين.
    ويشار إلي أن وسائل الإعلام الأمريكية كثفت خلال الفترة الأخيرة حديثها عن حاجة إسرائيل لتعزيز إجراءات الحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي خاصة فيما يمكن أن تتعرض له من سيناء بدعوى أنها باتت تمثل خطرًا عليها بعد هجمات تنظيم "ولاية سيناء" الأخيرة بها، وفي هذا الصدد اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن سيناء مسئولية كل من مصر وإسرائيل؛ لأنها تقع على حدودهما معًا.

    التحركات الإسرائيلية:

    في إطار عمليات تطوير قدرات قتالية للرد على أي تهديدات يمثلها تنظيم "ولاية سيناء" تم إتخاذ عدة خطوات وإجراءات من بينها: 
    •تطوير منظومات قتالية لحماية الطائرات المدنية:
    أعلنت مصادر إسرائيلية متطابقة مؤخراً عن الانتهاء من تركيب منظومة مضادة للصواريخ من طراز أرض - جو تعرف باسم "درع السماء" في طائرات تابعة لشركتي "أركيع" و"يسرائير" الإسرائيليتين، وتم التأكيد في حينه على أن الخطوة تم اتخاذها؛ لحماية الطائرات التي تقلع من مطار إيلات من صواريخ تنظيم "ولاية سيناء"، وذلك على خلفية المخاوف من إطلاق عناصر التنظيم لصواريخ على طائرات الركاب المدنية، خاصة بعد تنامي نشاط التنظيم خلال الأسابيع الأخيرة في سيناء وتكثيف هجماته ضد الجيش المصري، وبحسب مصادر إسرائيلية تتمكن المنظومة التى تحتوي على أربعة أجهزة استشعار من رصد الصواريخ التي يتم إطلاقها باتجاه الطائرة وتشويش جهاز التوجيه التابع لها بشكل يؤدي إلى انحرافها عن مسارها وعدم إصابة الهدف المحدد، وقد أصدرت الدوائر الأمنية الإسرائيلية المختصة تعليماتها بتركيب هذه المنظومة على الطائرات على ضوء تزايد الهجمات داخل سيناء.
    • تعزيز قدرات الدفاع الجوي في إيلات:
    شهد شهر يوليو 2015 بحسب موقع "واللاه" الإسرائيلي رفع حالة الاستنفار في منظومة "القبة الحديدية" التي تحمي مدينة إيلات على خلفية العمليات العسكرية التي يشنها الجيش المصري على معاقل الإرهاب في شمال شرق سيناء، بعد أن أعطت إسرائيل موافقتها للقاهرة على إدخال طائرات حربية إلى المنطقة المنزوعة السلاح، وانتقل الجيش المصري إلى مهاجمة أهداف ليست بعيدة عن الحدود مع إسرائيل، وتتخوف أجهزة الأمن الإسرائيلية من قيام التنظيم باستهداف مدينة إيلات خلال الفترة القادمة، على ضوء معلومات تشير إلى أن قيادات بالتنظيم في سيناء أجرت اتصالات بنظرائها في قطاع غزة مؤخرا، وأنها بصدد تنفيذ هجمات متزامنة ضد ميناء إيلات وضد مقرات تابعة لكتائب “عز الدين القسام” الذراع العسكرية لحركة حماس في قطاع غزة، وبحسب معلومات نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن قياديا يدعى "أبو عثمان الموصلي"  نشر على حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي أنه بدأ في تجنيد مقاتلين جدد من بين المنتمين للتيار الجهادي في مصر، وأن الهدف هو شن هجمات ضد أهداف تابعة للجيش والشرطة في مصر، فضلا عن أهداف تابعة لكتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس.
    • استعدادات الكتيبة 80 بالجيش الإسرائيلي:
    فيما يتعلق بالاستعدادات والتدريبات التي يجريها الجيش الإسرائيلي ذكر تقرير مصور بثته القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي أن هناك استعدادات مكثفة يجريها الجيش للتصدي لمحاولة تنظيم ولاية سيناء تنفيذ عمليات على الجانب الآخر من الحدود، وفي هذا الصدد أكد قائد الكتيبة أن هناك تنسيقا أمنيا ولقاءات متواصلة مع عناصر في منظومة الأمن المصري.
    • وبحسب التقرير تم تكليف عناصر من الكتيبة 80 بعملية تأمين الحدود الإسرائيلية مع مصر، وتتضمن التدريبات التي تقوم بها عناصر الكتيبة إطلاق النار، ومداهمات ليلية على مدار الساعة، وكذلك التدريب على التصدي لإطلاق صواريخ من سيناء، أو عملية تسلل بري لعناصر "ولاية سيناء" على الأقدام أو بواسطة سيارات، أو مدرعات يتم الاستيلاء عليها من الجيش المصري، مثلما حدث في السابق، ونقلت القناة عن قائد الكتيبة العميد "روعي الكافيتش" قوله إن "هناك عدواً جديد ا" نسبيا وراء الحدود في سيناء، نسمع اسمه كل يوم، لكن الجيش الإسرائيلي لا يعرفه بشكل كاف وهناك نقص في المعلومات، فالاستخبارات مسألة حساسة، ومن الطبيعي ألا يكون بإمكاننا تحليل كل الجوانب الاستخبارية، لكن من المهم أن نقول إن الجيش الإسرائيلي منشغل تماما بهذا العدو، من خلال عناصر جادة للغاية وعلى كافة المستويات ذات الصلة، وحتى فترة قريبة كانت الحدود الإسرائيلية مع مصر هادئة نسبيا من الناحية الأمنية، ومشتعلة من الناحية الجنائية، خاصة فيما يتعلق بملاحقة المتسللين، وطالبي اللجوء الأفارقة وتجار المخدرات، لكن الواقع الآن أن الشرق الأوسط قد تغير، فالجدار الذي أقامته إسرائيل بطول 240 كم، غيّر كل شيء، فلم يعد هناك متسللون، فيما لا يزال تجار المخدرات يجربون حظهم، حيث يتم تنفيذ العشرات من عمليات التهريب شهريا".
    • وبحسب تقرير القناة تقوم عناصر "ولاية سيناء" بإختبار سرعة رد الجيش الإسرائيلي، وتقوم بمراقبة جنوده بشكل خفي وعلني، لافتا إلى أن استعدادات التنظيم أجبرت قادة الجيش على التفكير بشكل غير تقليدي، ونقلت في هذا الصدد عن الملازم "حانوخ دؤوبا" قوله :"نجري طوال الوقت تغييرات على استعداداتنا، ونغير الشكل الذي يرانا به العدو، والشكل الذي نرد به على الأحداث، ونحاول تشويش الصورة التي يرانا بها العدو، كي لا يفهم أين نتواجد ونفاجئه كل مرة حتى لا يستطيع جمع المعلومات حولنا، مثلما يفعل مع المصريين في الشيخ زويد ومناطق أخرى".
    • كذلك عزز الجيش الإسرائيلي من تواجده على الحدود الإسرائيلية- المصرية، بدء من مطلع شهر يوليو 2015 حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" التى أشارت إلى القرار الذى أتخذه الجيش الإسرائيلى برفع مستوى التأهب على حدود سيناء بعد تقييم قيادة المنطقة الجنوبية الإسرائيلية للوضع كما تضمن القرار مواصلة التنسيق الأمني بين إسرائيل ومصر، وهو الأمر ذاته الذي أكده "عاموس جلعاد"، رئيس الهيئة الأمنية والسياسية في وزارة الدفاع الإسرائيلية والمسؤول عن الاتصالات الأمنية مع مصر، بشأن استمرار التنسيق الأمني مع مصر بعد هجمات سيناء الأخيرة.

    تطوير عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية:

    تناولت تقارير عدة مسألة تصاعد الحاجة لجمع معلومات استخباراتية بشأن التطورات في سيناء سواء لاستخدمها من قبل أجهزة الأمن والجيش الإسرائيلي في الوقت المناسب أو بهدف التعاون مع الجانب المصري في عمليات التنسيق الأمني الدوري.
    • في هذا الصدد ذكر "يوسي ملمان" المحلل العسكري بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية أنه في الوقت الذي يعاني فيه الجيش المصري من ضعف القدرات الاستخبارية بسيناء، فإن لدى إسرائيل خبرة واسعة عما يجرى هناك، من خلال أجهزتها الاستخبارية، مرجحا أن تكون تل أبيب تزود الجانب المصري بالمعلومات اللازمة لمواجهة التنظيمات المتطرفة هناك.
    • أن الشيء المهم بالنسبة لإسرائيل هو المجهود الذي يقوم به الجيش المصري ضد تنظيم "ولاية سيناء" خاصة بعد الهجمات الأخيرة. وقال إن الجيش المصري يعاني من ضعف في قدراته الاستخبارية ومهاراته العملياتية، وقال أن لدى إسرائيل في المقابل حيث يتولى الجيش الإسرائيلي تغطية سيناء وكذلك جهاز الأمن العام الداخلي "الشاباك" أيضا الذي أقام قبل بضع سنوات قسم خاص لمتابعة شئون سيناء، خبرة واسعة حول ما يحدث هناك، ويمكن القول إنه في إطار التعاون الأمني مع مصر فيما يتعلق بحراسة وتأمين الحدود بين الدولتين، تتقاسم إسرائيل المعلومات مع النظام في القاهرة، وعن المخاوف من إطلاق صواريخ من سيناء تجاه إسرائيل رأى أن ذلك يجب أن يقلق تل أبيب، لكنه في نفس الوقت لا يشكل تحولا مفاجئا، فقد سبق وأطلق تنظيم "أنصار بيت المقدس"- الذي بايع  تنظيم (داعش) وغير اسمه إلى "ولاية سيناء"- صواريخه على النقب ومدينة إيلات، كما تمكنت عناصر التنظيم من التسلل قبل أكثر من 3 سنوات إلى إسرائيل، وخاضت معارك مع جنود الجيش الإسرائيلي، واستهدفت عربات عسكرية، وحدث ذلك بالتعاون مع حركة حماس، التي طالبت التنظيم بفتح جبهة ثانية ضد إسرائيل، لكن الآن الأوضاع تغيرت فليس لقيادة حماس السياسية مصلحة في التعاون مع "ولاية سيناء" والتسبب في توتر العلاقات أكثر من مصر، علاوة على ذلك فقد حدث تقارب ملحوظ مؤخرا بين القاهرة وحماس، وظهرت إشارات على تعاون استخباري بينهما ضد "ولاية سيناء".

    النتائج:

    يمكن من خلال ما سبق من نقاط تم استعراضها بالتفصيل توضح ما أوردته وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الموقف الأمريكي والإسرائيلي الراهن تجاه التطورات الأخيرة في سيناء مع تصاعد حدة المواجهات بين القوات المسلحة المصرية وتنظيم "ولاية سيناء"، ذكر ما يلي من نتائج:
    • ترى العديد من المصادر الإسرائيلية والإسرائيلية بضرورة وجود تعاون قوى لمكافحة صعود تنظيم "ولاية سيناء"، لا سيما في القضايا الأمنية، مع التأكيد على وجود تنسيق بين مصر وأمريكا وإسرائيل في هذا الصدد.
    • تدرك كلا من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية أنه بدون التنسيق الأمني الكامل مع مصر لا يمكن تحقيق نتائج مباشرة يمكن من خلالها القضاء على تنظيم "ولاية سيناء" خاصة أن الحديث يدور هنا على وجود استراتيجية شاملة للقضاء على ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية" والمنتشر في العراق وسوريا وليبيا واليمن وسيناء، وبناء عليه تصاعدت المطالب بتوفير الدعم الكامل لمصر في هذا الصدد، لآن ذلك يصب في النهاية في مصلحة كافة الأطراف.
    • تمتلك أجهزة الأمن الإسرائيلية شبكة معلومات استخباراتية لديها من الوسائل والأدوات ما يؤهلها لجمع الكثير من المعلومات بشأن التطورات الحاصلة في سيناء، ولدى كافة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وحدات خاصة مهمتها الرئيسية هي جمع المعلومات كان آخرها تأسيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"" فرقة خاصة مهمتها الأساسية جمع المعلومات لمنع وإحباط أية عمليات تخرج من شبه جزيرة سيناء، أو محاولات إطلاق صواريخ منها باتجاه إسرائيل، وذلك على الرغم من أن منطقة سيناء تندرج في الاطار الجغرافي لعمل  جهاز المخابرات الخارجية "الموساد"، وهو ما فسره العديد من المراقبين بأنه جاء على خلفية تنامي نشاط التنظيمات المتطرفة في سيناء ورصد عشرات التنظيمات والخلايا في سيناء من بينها أربع مجموعات تنشط أكثر من غيرها في مجال تنظيم عمليات ضد القوات الإسرائيلية على امتداد الحدود مع  مصر، ويقوم كلا من جهاز الأمن العام "الشاباك" والموساد بتجنيد بعض العملاء داخل سيناء للحصول على معلومات حيوية بشكل يومي، وسبق لعناصر تنظيم "ولاية سيناء" بتصوير عمليات تظهر ذبح بعض من المتعاونين مع تلك الأجهزة ونشر اعترافاتهم مصورة.
    • يمتلك جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" وحدات جمع ورصد معلومات بشأن سيناء وذلك عبر الطائرات الصغيرة بدون طيار أو من خلال استخدام مناطيد التصوير أيضًا، ومن خلال الكاميرات المنصوبة على امتداد الحدود مع سيناء.
    • شهد شهر يوليو 2015 بروز في الموقف الأمريكي الداعم للقوات المسلحة المصرية، وتمثل ذلك في استمرار التعاون العسكري بشكل فعال والبدء في تنفيذ صفقة جديدة تحصل مصر بموجبها على بضعة طائرات من طراز أف 16 وكذلك طائرات مروحية من طراز أباتشي.
    • تتوقع المصادر الإسرائيلية أن يشهد نشاط القوات المسلحة المصرية خلال الفترة القادمة المزيد من تعزيز القدرات في مواجهة تنظيم "ولاية سيناء" وذلك بعد حصول الجيش المصري على صفقات عسكرية حديثة من الجانب الأمريكي ستساهم بشكل فعال في دعم قدرات الجيش المصري وستساعد على وضع حد لتنامي نشاط التنظيم خلال الفترة القادمة، كما ستساهم عمليات التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي في تعزيز تلك القدرات ومنع عناصر التنظيم من تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية الهدف من وراءها دفع الجانب الإسرائيلي للرد داخل سيناء والعمل على إحداث توتر في العلاقات بين الجانبين المصري والإسرائيلي.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: الموقف الإسرائيلي ـ الأمريكي من تطورات المواجهة مع تنظيم "ولاية سيناء" Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top