728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    Thursday, September 10, 2015

    هل تتحول روسيا إلى داعم رئيسي للأقليات في الشرق الأوسط؟


    المركز الاقليمي للدراسات
    بدأت روسيا في الاهتمام بأوضاع الأقليات في الشرق الأوسط على غرار الأكراد والأرمن والمسيحيين، لا سيما في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، وهو ما يرتبط بمجموعة تحولات يتمثل أبرزها في تصاعد تأثير الأقليات في المنطقة، ومحاولة موسكو تثبيت نفوذها كفاعل إقليمي نشط في ملفاتها الرئيسية، إلا أن تحول روسيا إلى ظهير دولي لبعض الأقليات في المنطقة يواجه تحديات عديدة، ترتبط برفض بعض القوى الإقليمية، على غرار تركيا، تصاعد نفوذ الأقليات خاصة الأكراد، فضلا عن غموض المسارات المحتملة للأدوار التي يمكن أن تمارسها تلك الأقليات في المنطقة خلال المرحلة القادمة.
    دعم متصاعد:
    استطاعت روسيا خلال الفترة الأخيرة فتح قنوات تواصل مع ثلاث أقليات في الإقليم وتقديم مساعدات لها، على أكثر من مستوى،، وهو ما يمكن تناوله على النحو التالي:
    1- الأرمن: تُبدي روسيا دعمًا واضحًا للقضية الأرمينية، وهو ما انعكس في رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنكار الإبادة الجماعية، في 24 أبريل 2015، خلال إحياء الذكرى المئوية لإبادة الأرمن، حيث قال في هذا السياق: "نحن نتعاطف بإخلاص مع الشعب الأرمني الذي عانى من أكبر الكوارث في تاريخ البشرية، وأكثر من واحد ونصف مليون مدني قتلوا وجرحوا"، مؤكدًا أن "مئات الآلاف من الأرمن حصلوا على اللجوء في روسيا".
    2- الأكراد: نجح الأكراد في استثمار الحرب ضد الإرهاب، وبالتحديد ضد تنظيم "داعش" لتأسيس علاقات قوية مع بعض القوى الدولية، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا اللتين باتتا تعتبران الأكراد شريكًا رئيسيًّا في الحرب ضد الإرهاب، لا سيما بعد نجاحهم في إجبار تنظيم "داعش" على الانسحاب من بعض المناطق التي سيطر عليها، وهو ما يبدو جليًّا في تصريح المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشئون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، في 17 مايو 2015، الذي قال فيه إن "دور البيشمركة وشعب كردستان كان كبيرًا لكسر شوكة داعش". وبالطبع، فإن ما يزيد من أهمية الدور الكردي بالنسبة لروسيا، هو أن الأكراد ليسوا طرفًا في الحرب ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي قدمت روسيا دعمًا قويًّا له خلال الفترة الماضية من أجل مواجهة الضغوط التي تفرضها قوى المعارضة المسلحة. وفي وقت سابق طالبت روسيا بالسماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى المناطق التي يُسيطر عليها النظام السوري وبعض المناطق التي تخضع لسيطرة الأكراد، مثل الحسكة والقامشلي وعفرين. كما أنها سعت إلى فتح قنوات تواصل متعددة مع الأكراد في الفترة الماضية، وهو ما انعكس في إقامة مراكز ثقافية كردية في موسكو، فضلا عن زيارة رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني إلى موسكو في فبراير 2013، وزيارة رئيس حزب "الشعوب الديمقراطي "صلاح الدين دميرطاش في ديسمبر 2014.
    3-المسيحيون: انعكس اهتمام روسيا بالمسيحيين في المنطقة، في مؤشرات عديدة، منها الجهود الحثيثة التي بذلتها موسكو لتكوين حشد دولي لحماية المسيحيين في المنطقة، خاصةً في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وتأكيدها الوقوف إلى جانب المسيحيين وأتباع الديانات الأخرى الذين تلاحقهم التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط.
    دوافع متعددة:
    يُمكن القول إن ثمة عوامل عديدة دفعت روسيا للاهتمام بأوضاع الأقليات في الشرق الأوسط، وتتمثل في:
    1- سعي روسيا إلى كسب مصداقية المجتمع الدولي، من خلال إظهار أنها دولة راعية للأقليات في الإقليم، لا سيما بعد أن باتت الأزمات العديدة التي تُواجهها تلك الأقليات تمثل عبئًا كبيرًا على المجتمع الدولي، بسبب تصاعد استهدافها من جانب التنظيمات الإرهابية، خاصةً تنظيم "داعش". وبعبارة أخرى، فإن روسيا تسعى من خلال فتح قنوات تواصل مع الأقليات في المنطقة إلى تعزيز نفوذها في المنطقة بشكل يُمكن أن يحولها إلى رقم مهم في معظم الملفات الإقليمية إن لم يكن مجملها.
    2- تصاعد نفوذ الأقليات في المنطقة، في ظل حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي يشهدها الإقليم وعجز السلطات المركزية عن فرض سيطرتها والقيام بوظائفها، وهو ما دفع بعض الأقليات إلى السعي نحو تعزيز نفوذها، على غرار الأكراد، الذين نجحوا في كسب ثقة الدول الغربية باعتبارهم طرفًا رئيسيًّا في الحرب ضد الإرهاب. 
    3- المكاسب الاقتصادية التي قد تحصل عليها روسيا من تأسيس علاقات قوية مع بعض الأقليات، وهو ما اتضح من خلال دعوة رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان برزاني الشركات الروسية إلى "مساعدة الإقليم في مختلف المجالات"، وكذلك إعلان شركة "جازبروم" الروسية عن وجود خطة لزيادة استثماراتها في الإقليم، حيث بدأت أولى عملياتها للتنقيب عن النفط في موقع قريب من الحدود العراقية- الإيرانية. ويكتسب هذا التعاون اهتمامًا خاصًّا من جانب روسيا، لا سيما في ظل انخفاظ أسعار النفط، واستمرار العقوبات المفروضة عليها بسبب الأزمة الأوكرانية، مما أدى إلى تراجع قيمة العملة الروسية، وظهور مشكلات اقتصادية أخرى كادت أن تؤدي إلى تحجيم دورها الخارجي. 
    عقبات رئيسية:
    لكن رغم الفرص المتاحة لروسيا للعب دور بارز تجاه الأقليات في المنطقة، فإن هناك عقبات عديدة تواجهها في هذا السياق. فمن ناحية، ربما يؤدي ذلك إلى تصاعد حدة التوتر في علاقاتها مع بعض القوى الإقليمية، لا سيما تركيا، التي ترفض مساعي القوى الدولية لتأسيس علاقات استراتيجية مع الأكراد، كما تسعى إلى تقليص الدعم الدولي للقضية الأرمينية، وهو ما انعكس في الانتقادات القوية التي وجهها رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إلى الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين بسبب وصفه الأحداث التي وقعت في عام 1915 بأنها "إبادة جماعية بحق الأرمن"، حيث أشار إلى أن تركيا سوف تتخذ إجراءات للرد على تصريحات الرئيس بوتين. ومن ناحية ثانية، ما زال تصاعد نفوذ الأقليات في المنطقة محل شك ونقاش، خاصة وأنه مرتبط بنفوذ ومصالح القوى الإقليمية والدولية التي تختلف فيما بينها في آليات تعاملها مع الأقليات، وهو ما يمكن أن يدفع موسكو إلى عدم الاعتماد بشكل كبير على علاقاتها القوية مع بعض الأقليات، لا سيما في ظل حالة السيولة التي تتسم بها التفاعلات التي تشهدها المنطقة في الوقت الحالي.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: هل تتحول روسيا إلى داعم رئيسي للأقليات في الشرق الأوسط؟ Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top