عرف المصريون القدماء تكوين الجسم الآدمي، لما أجروه من تحنيط الموتى بغرض الحفاظ على جثمان أصحابها، فذاع شأن الطبيب المصري القديم في البلاد المجاورة، لكونهم متقدمين في الطب، وشمل الجراحات البسيطة، وإصلاح كسور العظام وتركيب العديد من الأدوية، وبالرغم من ارتباط الطب المصري القديم في الثقافة الحديثة بالسحر والتعاويذ، إلا أن الفراعنة كانوا يقومون بإنجازات متعددة في مجال الطب.
كان المصرى القديم يحب الحياة ويخشى الموت؛ لأنه سيحرمه من بهجة الحياة، وقد ارتبط علم الطب عند المصرى القديم بحاجته إلى علاج الجسم من الأمراض، وكان على علم بمكونات الجسم البشرى ووظائف أعضائه، وكان علم الطب يُدرس فى المعابد، وكان الكهنة فى مصر القديمة يدرسون علوم الطب وعرفوا علاج الأمراض، من شكوى المريض والكشف عن هيئته والفحص التام لكل جزء من جسمه وسؤال المريض عن الأعراض التى قد تصيبه ليستطيع الطبيب تشخيص المرض ليوجهه إلى العلاج المناسب.
يقول أحمد شهاب، الباحث الأثري، إن معبد كوم أمبو الذي يقع بمحافظة أسوان جنوب مصر، يوجد به لوحة لدولاب الأدوات الطبيه عند المصريين القدماء، حيث استخدمت هذه الأدوات في إجراء العمليات الجراحية وهي أدوات مختلفة للتقطيع، وكانت الجراحة لدى المصريين القدماء تسمى “دجوا”.
وأضاف “شهاب” أن المصري القديم استخدم جهاز يسمى “هيمم” كمشرط معدني يمكن بواسطه فتح خراج، والمشرط مذكور في نصوص طبية، ويعتبر جهازا طبيا خاصا للجراحة، وكان الطبيب المصري يستخدم سكينا يسمى “دس” من الحجر وكان يستخدم في الجراحات العامة.
وتابع “شهاب” أن الطبيب المصري استخدم نوعا آخر من السكين يسمى “شاس” ذو شكل مميز يستخدمه في علاج الأورام، بالإضافة إلى جهاز “هينوه” الذى يتكون من الجلد ونوع من الملقاط أو الكماشة، كما ذكرت في النصوص الطبية الخرامة “دجا” والمشرط “شيبت”، الذي استخدمه لعلاج التهاب الأذن، ويظهر فى لوحة دولاب الأدوات الطبية بمعبد كوم أمبو مقص وزرديات وميزان ومنشار وخرامات وقطع لوف وأكياس وكؤس وشنائط.
وأوضح “شهاب” أن المصرى القديم لم يترك شيئا إلا وجسده، فتاريخنا وحضارتنا سهلة تستطيع قراءتها وفهمها بعينك دون أن تتكلم أو تتعلم الهيروغليفية، فمن خلال ما جسدوه ستعلم أن أجدادك كانوا عظماء.
البديل
