فاروق الإنسان
( قصة إنسانية وردت علي لسان الدكتور عمر حسني ابن حسين باشا حسني السكرتير الخاص ل فاروق الأول في إطار حديث متميز أجراه معه منذ سنوات قليلة السيد : عمرو أبو سيف مؤسس موقع فاروق مصر )
كان فاروق الأول فى طريقه إلى تفتيش إنشاص بســــيارة
خاصة ليست من سيارت القصر المعروفة و قد ركب سائقه
الى جواره عندما استوقفته سيـــــــــــــدة
ريفية حملت طفلها على كتفها و حملت قفة على رأسها
ظنا منها بأنها سيارة أجرة تنقل الركاب بين بلاد الارياف .
و لما وقف الملك سألها عما تريد فأجابت المرأة المسكينة :
إنت رايح إنشاص يا ابنى ؟ فأجابها بالايجاب . فقالت المرأة :
توصلنى لغاية تفتيش الملك بكام ؟ فقال : عاوزة تدفعى كام
؟ أجابت المرأة : و النبى ما معايا غير تلاتة تعريفة يا ابنى .
خدهم و وصلنى . فأشار الملك للسائق أن يجلس فى
المقعد الخلفى و قال لها : ادخلى يا ست . فقالت المرأة :
طيب خد العيل منى لما أحط القفة . فأخذ الملك الطفل منها
و حمله بين يديه ثم جلست المرأة إلى جواره و انطلقت
السيارة فى طريقها لإنشاص و فى الطريق فهم الملك من
المرأة أنها تقصد تفتيش إنشاص لترجو ناظر التفتيش أن
يؤجل لها بيع جاموسة محجوز عليها من التفتيش لتأخرها
فى دفع إيجار الفدان الذى تؤجره و تعطيه جنيها على
الحساب لحين سداد الباقى فأخذت الشفقة الملك و قال لها
: اسمعى . خدى الورقة دى و إديها للناظر وهو يسيب لك
الفلوس المتأخرة كلها . و كتب أمرا على ورقة بيضاء مهرها
بتوقيعه و أعطاها للمرأة المسكينة التى لم تكن تعرف
شخصيته و التى ترددت فى أخذ الورقة و قالت : يا ما يا
سيدى جبت له وسايط، هو ده بيقبل رجا حد ؟ وفر يا ابنى
على نفسك الورقة و بلاش كسوف . فأصر على إعطائها
الورقة و أخرج ورقة من فئة العشرة جنيهات وأعطاها لها
قائلا: اتفضلي العشرة جنيه دول ادفعى منها الايجار و إدى
الناظر الورقة . فبهتت المرأة و قالت : و لما انت يا ابنى غنى
كده ليه بتشتغل سواق أومال ؟ أجابها الملك على الفور :
القسمة كده . و أنزل الملك المرأة قبل التفتيش دون أن
تدرى شيئا عن شخصيته إلاعندما أعطت الورقة لناظر
التفتيش و قصت عليه الحكاية فعرفعها بجميل فاروق الأول
وعندها انطلق قلبها قبل لسانها بالدعاء للملك .
moustafa gala